وزير الدولة بوزارة الداخلية السودانية لـ «البيان»:

مليون نازح «جنوبي» إلى السودان منذ تفجّر الأزمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف وزير الدولة بوزارة الداخلية السودانية بابكر دقنة عن أنّ نحو مليون نازح دخلوا بلاده منذ تفجّر الأوضاع في دولة جنوب السودان في 2013 وحتى الآن، مطالباً المجتمع الدولي تقديم الدعم لمواجهة التدفّقات.

واتهم الوزير، دولاً لم يسمها بتأجيج الصراع في جنوب السودان بقصد إضعافه ونهب ثرواته، نافياً ضلوع الشمال في إشعال الأحداث، مشيراً إلى أنّ بلاده تسعى لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء.

وفيما يلي نص الحوار بين دقنة و«البيان»:

كثير من الأزمات تحيط بالسودان سواء من الجوار أو كل الإقليم ما هو تأثير هذه الأزمات برأيكم؟

يتأثّر السودان كغيره من الدول بأي توتّرات في الجوار، وظلّ السودان في مساعٍ مستمرة لإخماد أي حرائق عبر التوسط بين المتنازعين بما يفضي إلى التصالح، وهذا دور ظلّ السودان يلعبه طوال عقود.

كيف تقيّمون الأحداث في جنوب السودان وانعكاساتها على الأوضاع في البلد الأم؟

بالطبع نحن أكثر دولة قادرة على خلق استقرار في جنوب السودان والمساعدة في تحقيق أمنه، إلّا أنّ التدخلات الخارجية هي السبب الرئيس في تفجّر الأوضاع سواء من دول الجوار أو غيرها، هناك بعض الدول تريد إضعاف الجنوب حتى تتمكّن من السيطرة عليه وأخرى تريد نهب ثرواته، ولو اتيح للسودان التدخل للتوفيق بين معسكري الصراع لنجح.

تفنيد اتهام

ولكن البعض يتهم السودان بتأجيج الصراع الدامي في دولة الجنوب؟

هذا اتهام مردود عليه، إنّ السودان أكثر دولة يهمها استقرار جنوب السودان لتأثرّه المباشر بالأوضاع في الدولة الجارة سلماً أو حرباً، نحن نسعى لاستقرار الجنوب حتى ينعكس هذا الاستقرار علينا.

هل تملكّون إحصاءات بأعداد النازحين من الحرب في دولة الجنوب إلى السودان؟

إنّ عدد من وصل إلى السودان حتى الآن يفوق مليون نازح، منذ بدء تفجّر الأحداث في 2013، لعل تدفّق الجنوبيين نحو السودان مستمرة وبكثافة وستستمر للأسف لأنّ الحرب قبلية وليست سياسية.

ما هي الترتيبات التي اتخذت لاستقبال التدفقات، لاسيّما وأنّ هناك قراراً رئاسياً بمعاملة مواطني دولة الجنوب كأجانب؟

سيفعل السودان كل ما في وسعه تجاه هؤلاء اللاجئين، وقرارنا بمعاملتهم كأجانب هو لضمان تدفق المساعدات من قبل المجتمع الدولي، فالبلاد تستقبل لاجئين من دول أخرى ولا يستطيع بمفرده تقديم الخدمات في شكلها الأمثل، إذن لا بد من دعمه للوفاء بمتطلّبات النازحين.

تدفّق يومي

وصل إلى السودان مؤخّراً عدد من اللاجئين السوريين.. هل هناك إحصائية دقيقة بأعدادهم؟

لا يزال السودان يستقبل يومياً سوريين فارين من الأوضاع هناك، وما تمّ حصره تجاوز 100 ألف حتى الآن، وتتم معاملتهم كسودانيين في كل الخدمات سواء الصحة أو التعليم، وتمّ توفير السكن للكثير من الأسر.

بعض الجهات الحكومية تتحدث عن عجز في حصر الوجود الأجنبي في السودان ما هي العوائق؟

لم تعجز الدولة وهناك عمليات حصر مستمرة وحملات تنفذ لتوفيق أوضاع الأجانب، وهذا يحتاج إمكانيات مادية كبيرة وعد نائب الرئيس بحلها.

بطء دعم

لعل السودان إحدى الدول التي تعتبر مصدراً لعمليات تهريب البشر أو الهجرة غير الشرعية ما هي جهودكم للحد من الظاهرة؟

إنّ السودان من أوائل الدول التي نبهت لقضية الهجرة غير الشرعية باعتباره معبراً وليس مصدراً، ووفق المفوض السامي لشؤون اللاجئين فإنّ الهجرة أكبر من إمكانيات السودان والمفوضية معاً، وأنّ من الأفضل إقامة مؤتمر إقليمي لدعم السودان، وعلى الرغم من أنّ المؤتمر أقيم بالفعل، إلّا أنّ الدعم لا يزال بطيئاً، وما قدّم من دعم من بعض دول أوروبا أسهم في محاربة الظاهرة.

ما هي التدابير التي اتخذت في سبيل الحد من الظاهرة؟

أصدر السودان قانوناً لمكافحة الاتجار بالبشر وتمت إجازته من قبل البرلمان ووقع عليه الرئيس عمر البشير، كما أنشأت نيابات ومحاكم مختصة، وتمت محاكمة عدد من المتهمين، وهناك حملات مستمرة تنفذ بولايات الشرق، إلّا أنّ هذه الجهود تحتاج الإمكانات والدعم الدولي.

احتياجات مكافحة

ما هو شكل الإمكانيات التي تحتاجون؟

إنّ الحاجة ماسة لتوفير طائرات وأجهزة مراقبة، ولعلكم تعلمون أنّ حدود السودان شاسعة ومن الصعب مراقبتها وإمكاناتنا المتاحة لا تسمح بذلك، هناك وعود نحن في انتظار تنفيذها.

Email