عام على فض «رابعة» و« النهضة».. حقائق جديدة تكشفها «البيان» 3-3

كمال الهلباوي: الإخوان حلفاء التكفيريين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 

بعد عام على نجاح أجهزة الأمن المصرية في فض اعتصامات جماعة وأنصار الإخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، تسعى الدولة المصرية إلى فتح صفحات جديدة نحو مستقبل مشرق.

 هذا المسعى لا بد وأن تتصدره تساؤلات مهمة حول مستقبل جماعة الإخوان ومكانتها على الساحة السياسية.

وقد حاولنا الحصول على إجابات لهذه الأسئلة المشروعة من خلال عدد من المفكرين والسياسيين والخبراء الذين كشفوا أيضاً عن مزيد من المعلومات والحقائق عن تلك الحقبة التي مثلت بالفعل تحدياً خطيراً للدولة المصرية.

وفي الحلقة الثالثة والأخيرة، تحاور «البيان» الباحث والقيادي الإخواني المنشق كمال الهلباوي، الذي أكد تحالف التنظيم الإرهابي مع الجماعات الإرهابية والتكفيريين، مشيراً إلى أن مرشد الإخوان محمد بديع، والذي يقبع في السجن حالياً قضى على تنظيم الإخوان.

وألمح في هذا الحوار الذي كشف فيه العديد من الحقائق بشأن مستقبل التنظيم في الحكم إلى انقسام الجماعة بين العديد من الرؤى. وإلى نص الحوار:

كيف ترى ممارسات الإخوان في عهد محمد بديع والقيادة الحالية ؟

أعتقد أن القيادة الحالية التي تولت مقاليد الأمور في جماعة الإخوان سطت على التنظيم من خلال إدخال مفاهيم سيد قطب الذي دخل الإخوان بعد مقتل حسن البنا.

وكيف توغلت أفكار سيد قطب إلى تنظيم الإخوان الحالي ؟

على الرغم من أن سيد قطب لم يتربَ في الإخوان، إلا إنه وهو في السجن قام بتربية جيل من الإخوان على أفكاره التي يميل بعضها إلى العنف والسرية وتجهيل المجتمع، كما يثير هذا الفكر مشاكل في قضية الحاكمية. ولذلك أقول إن مجموعة الإخوان الحاليين هم تكتل حول رؤية سيد قطب.

دعاة سلطة

بمَ تفسر حرب تنظيم الإخوان على مصر من أجل العودة إلى الحكم؟

هناك كتاب صدر يحمل اسم «قضاة لا دعاة»، كتبه بعض رجال الجماعة أثناء سجنهم، ولو كان بديع ورجاله فهموا فحوى هذا الكتاب لما حدث ما يحدث الآن من حروب وأزمات من الإخوان للعودة إلى الحكم مرة أخرى.

ولكن الجميع يعلم أن رغبة الإخوان منذ أن تأسست هو حكم مصر والعالمين العربي والإسلامي؟

قيادات الجماعة في الوقت الراهن أصبحوا جماعة سياسية لها دور دعوي وليس العكس.

مستقبل وسقوط

كيف ترى مستقبل الإخوان في مصر؟

بديع قضى على تنظيم الإخوان في مصر بفكره الذي يدعو إلى الخراب، والذي كاد أن يدمر مصر كلها لولا أن حماها الله.

وما بوادر هذا السقوط التاريخي ؟

كانت بوادر هذا السقوط التاريخي الأبدي مشاركة الإخوان المسلمين فيما يطلق عليه اسم «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، حيث تحالفت الجماعة فيه مع السلفية التكفيرية والجماعات الإسلامية والمتشددين. ولذلك فلا أحد الآن يستطيع الدفاع عنهم ولا على منهجهم بعد أن قاموا بجمع التكفيريين والإرهابيين وأشركوهم في حكم مصر مع أنهم يدعون إنهم وسطيون ومعتدلون.

التنظيم الدولي

ننتقل إلى نقطة ثانية، ما التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين ومن قائده؟

اسمه ليس التنظيم الدولي بل «التنسيق الدولي»، ويكون قائده في أغلب الأحيان هو المرشد العام في مصر. أي أن قائده الآن من المفترض أن يكون محمود عزت.

كيف يتم اتخاذ القرارات في الجماعة وفقاً للائحة التنسيق الدولي؟

في الجماعة ثلاثة أركان، وهي مجلس شورى الجماعة وهو الأعلى، ثم مكتب الإرشاد ويعتبر المكتب التنفيذي لما يصدره مجلس الشورى، وأخيراً المكاتب الإدارية في المحافظات والتي تقوم بنقل الأوامر إلى القواعد. ومنذ عشرة أعوام مضت، تعذر على مجلس شورى الجماعة أن ينعقد، فبدأ مكتب الإرشاد الذي يحوي تكتلاً قيادياً متأثراً بأفكار قطبية في إصدار الأوامر. ووفقاً للسمع والطاعة، تنفذ المكاتب الإدارية الأوامر من دون أن تحرر العقل فيها حتى.

لندن وفعاليات

ما سر انتشار للإخوان في بريطانيا وما أسس العلاقة بين الجماعة ودولة كبرى؟

انتشار الإخوان في بريطانيا بسبب الحرية التي يتيحها القانون البريطاني. كنت في لندن وأسست المركز الإعلامي لجماعة الإخوان فيها إبان حكم نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.

ما تفاصيل تحضير التنسيق الدولي لفعاليات دموية وتحريضية ضد مصر في ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة؟

التنسيق الدولي أعجز من أن يحاول أن يحيك مخططات الشر لمصر، فهو لديه الآن العديد والعديد من المشكلات التي أثقلت عاتقه ولا يستطيع أن يقوم بها.

من أقرب تنظيمات الإخوان في العالم لمؤسسه حسن البنا؟

الإخوان المسلمون في العالم تصارعوا على السلطة واستغلوا تنظيمهم وتوغلوا في عالم السياسة للوصول إلى الحكم. وبالفعل نجحوا في عدة بلدان. ولذلك أقول إن تنظيمات الإخوان في العالم تحتاج إلى إعادة نظر. فالتنظيم في العراق وافق على احتلاله من قبل الأميركيين، ومع ذلك لم يطردهم التنسيق العالمي من عضويته بل أعلن أن الإخوان المسلمين في كل دولة أدرى بشؤونها، إلى جانب الفشل الذريع لتنظيمات الإخوان في ليبيا وسوريا ومن قبلهما مصر.

انقسام شديد

هل تتوقع اندلاع تغيير داخل الجماعة من شبابها لإيقاف «المحظورة» عما تخطط إليه الآن؟

الجماعة انتهت تماماً من المشهد المصري، وليس هناك ثورة داخلية كما يردد البعض، بل هناك انقسام شديد داخلها. والشباب الآن منقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول هو الذي يقوم بالتظاهرات والقتل والعنف وهؤلاء يعتقدون إنهم يجاهدون في سبيل الله من أجل قضية إسلامية، وهذا ليس صحيحاً بل إنهم يحاربون في سبيل السلطة والصراع عليها، ومن ضمن هؤلاء الشباب أحمد المغير وعبد الرحمن عز، وهم شباب ما بعد أسامة بن لادن.

أما القسم الثاني من الشباب فهو توقف عن التظاهرات والانضمام إلى فعاليات الجماعة لأنه محتار. أما القسم الثالث من شباب الإخوان فلا يريد العنف ويدينه ولا يخرج في التظاهرات الإخوانية بل ويحاول أيضاً منع الشباب الآخرين من المشاركة، وهذا الفصيل يتلمس طريق المستقبل في مصر.

 

رعاية الأزهر

قال كمال الهلباوي إن «مصر يجب أن يكون لها مشروع إسلامي برعاية الأزهر الشريف لمواجهة التنظيمات التكفيرية والإرهابية، فمصر دولة إسلامية يجب أن يكون لها مشروع إسلامي خاص بها».

وعن رؤيته لدور الحركة الإسلامية في الوطن العربي مؤخراً وبالتحديد بعد ثورات الربيع العربي، قال الهلباوي إن «الحركة الإسلامية تشترك في تدمير العالم العربي».

 

**ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة

Email