«المؤتمر الوطني» في جنوب إفريقيا مطالب بالعودة للمجتمع الموحد

فشل حزب المؤتمر الوطني أظهر بعده عن الجماهير

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتاج أفريقيا للعديد من نماذج الديمقراطية، وذلك في قارة يبقى الكثير من قادتها في السلطة لفترة طويلة. ففي العام الماضي، شهدت نيجيريا أول انتقال ديمقراطي للسلطة. وفي شهر يوليو الماضي، انتخب البرلمان التونسي، وبشكل سلمي، رئيس الوزراء. لقد نهضت كلتا الدولتين من كبوتيهما، لكن قضايا عامة، كالفساد أو نقص الإصلاحات، تعد أموراً أكثر أهمية من العرق، أو القبيلة.

حالياً، أوضحت جنوب أفريقيا، التي تشكل بالفعل ديمقراطية يحتذى بها، إمكانية التفوق على مخاطر، مثل سياسات الهوية تلك. ففي انتخابات 3 أغسطس للمجالس البلدية، وجه الناخبون في جنوب أفريقيا ضربة قوية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وافتراضه الذي دام لنحو 22 عاماً، أنه يمثل القائد الطبيعي للغالبية السوداء في البلاد، لقيادة النضال ضد حكم البيض. فأثناء فرز الأصوات، حقق كل من الحزبين غير العرقيين«المناضلين من أجل الحرية الاقتصادية» و«التحالف الديمقراطي» مكاسب كبيرة .

وحاز حزب المؤتمر الوطني الحاكم 54% من غالبية الأصوات، ولكن ذلك أقل من الـ62% التي حققها في الانتخابات البلدية عام 2011. ويكمن أحد أسباب انخفاض الأصوات في فساد أتباع الرئيس جاكوب زوما. ولكن بالنسبة إلى فقدان المدن الرئيسية، أظهر حزب المؤتمر الوطني تراجعه في عدم قدرته على توفير فرص العمل والخدمات الأساسية.

يتوسع الاقتصاد بوتيرة أبطأ مقارنة بنسبة السكان الآخذة في الازدياد. إذ يعيش ربع سكان جنوب أفريقيا في فقر مدقع. وأظهرت استطلاعات الرأي، التي أجريت قبل الانتخابات، أن أكثر من نصف سكان جنوب أفريقيا يعربون عن تحسن العلاقات العرقية، في حين يعتقد ما يقارب الثلث بأن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ.

لدى جنوب أفريقيا هدف لتحقيق مجتمع شامل وموحد بحلول عام 2030. ويتعين على حزب المؤتمر الوطني تبني ذلك الهدف، مجدداً، ومساعدة البلاد لتصبح نموذجاً أفضل للديمقراطية في أفريقيا.

Email