أميركا تنكفئ عن المسرح العالمي والتوافق على زعامتها يتراجع

تجربة أوباما بتقليص الزعامة الأميركية نتائجها مدمرة داخلياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

النتائج الوخيمة لتجربة الرئيس الأميركي باراك أوباما في تقليص الزعامة الأميركية تعتبر واضحة خارج أميركا، لكن هناك نتيجة مدمرة في الداخل تحظى بالاهتمام بدرجة أقل. وفيما تنسحب الولايات المتحدة من العالم، يزداد العالم فوضوية وقبحاً، مما يؤكد للعديد من الأميركيين أن أي تدخل يشكل حماقة .

وهذه الحلقة تذكي نوعاً من الانعزالية التي رأيناها هذا العام من المرشحين دونالد ترامب وبرني ساندرز. وتساعد في تفسير لماذا كان هناك كلام قليل عن السياسة الخارجية.

البرنامج الديمقراطي الذي اعتمد أخيراً يتفاخر بأن الولايات المتحدة «هي أقوى في الخارج وأكثر أماناً في الداخل بسبب قيادة أوباما المبدئية». وهناك إنجازات حقيقية، لكن سيكون من الصعب على أي مراقب منصف أن يقول إن العالم هو في حال أفضل اليوم مما كان عليه منذ ثماني سنوات.

ولا يعتبر أوباما انعزالياً، وبالطبع هذا ليس خطأه بالكامل. لكن سياساته التقشفية ساهمت في ذلك: إنهاء الوجود الأميركي في العراق، الوقوف متفرجاً فيما سوريا تتفكك، التخلي عن ليبيا، وغيرها.

أوباما مثل كلينتون هو في حدود التوافق في السياسة الخارجية لأميركا ما بعد الحرب العالمية، الذي وفر مساحة للسجال بشأن المستوى المناسب للتحرك الأميركي في الخارج، والميزان المناسب بين المثالية والواقعية. ويقع ترامب خارج حدود هذا التوافق.

لكن حتى لو هزم ترامب، فإنه من غير الواضح تماماً أن كلينتون ستكون قادرة على استعادة الزعامة الأميركية، لأن العالم سيكون في وضع أسوأ مما كان عليه، ولأن التوافق على الزعامة الأميركية سيكون قد تراجع. وقد يظهر التاريخ تقشف أوباما بأنه تراجع إضافي في دورة الحرب الباردة التقليدية المتنقلة بين الحزم والانكفاء، أو بداية تحول نحو الداخل أطول مدى، يمكن أن يجعل العالم مكاناً أكثر خطورة.

Email