«داعش» يعتزم مواصلة اعتداءاته على غرار تفجير كابول

تفجير كابول شكل تطوراً هائلاً في الصراع الأفغاني

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل مشهد كابول المحترقة منظراً مأساوياً مألوفاً، إلا أن مقتل 80 شخصاً على الأقل من الهزارة خلال مظاهرة في العاصمة الأفغانية، أخيراً، في اعتداء هو الأسوأ من نوعه على المدينة منذ 15 عاماً، يعتبر تطوراً هائلاً في الصراع الأفغاني، من حيث اتساع رقعته والمستهدف منه.

وقد أتى ادعاء تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الاعتداء طائفياً بوضوح، لا سيما وأنه قد أعلن إرسال مقاتلين مزودين بأحزمة ناسفة لتفجير نفسيهما في «تجمّع للشيعة» على حد وصفه. ويشكل الحادث تناقضاً صارخاً مع خطاب حركة طالبان، القوة الأشد فتكاً في أفغانستان، التي أدانت الاعتداء بوصفه محاولةً «لتقسيم الأمة، ومخططاً لإشعال حرب النار الأهلية» في البلاد.

وعلى الرغم من أن الحرب في أفغانستان لم تلبس يوماً لبوس العنف على أسس طائفية، إلا أن الأقلية التي تتشكل منها الهزارة، والتي تشكل 10 أو 20 بالمئة من عدد السكان في أفغانستان، قد شعرت منذ زمن طويل بأنها تواجه تمييزاً ممنهجاً في البلاد.

من المرجح أن تخضع محاولات «داعش» المفضوحة في «إضفاء الصبغة الطائفية» على الصراع الأفغاني لاستغلال بعض القوى الإقليمية، التي تعمل على تجنيد أبناء الهزارة للقتال في صفوف النظام في سوريا.

لقد صمدت أفغانستان طويلاً بوجه الطائفية، التي طبعت أطياف الحروب التي تجتاح دول منطقة الشرق الأوسط. ولم يحقق «داعش»، مقارنةً بحركة طالبان نجاحاً في كسب ودّ المجتمعات المختلفة داخل أفغانستان. إلا أن التنظيم يسرد رواية مختلفة، ومن المرجح أن يواصل تنفيذ اعتداءاته الطائفية على غرار تلك التي قام بها في كابول، وإلى حين يحقق مبتغاه الأول بتوسيع حدود دولته المزعومة.

والتنظيم ليس لديه من هذا المنطلق شيء ليخسره، ولديه الكثير ليفوز به في بلد مقطع الأوصال.

Email