تنافس

الصين تعيد آسيا إلى أجواء ثلاثينيات القرن الماضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعاد ردّ بكين الأخير على قرار محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي، بشأن قضية جزر بحر الصين الجنوبي، إلى الأذهان ذكرى رفض طوكيو محاولة عصبة الأمم قبل 85 عاماً لجم تنافس القوى العظمى، ما أدى إلى خروج اليابان من البوتقة الدولية عام 1933، وقضى على آمال التعاون الدولي الذي قد يفضي إلى التوصل لقرار سلمي بشأن أزمة آسيا.

وفي حين أن الحكم يوضح بعض المسائل القانونية، إلا أنه لا يحقق شيئاً كثيراً في ما يتعلق بإيجاد حل للتنافس الجيوسياسي الذي طغى على طابع القضية برمتها.

وكانت بكين قد أوضحت أنها سترفض حكم المحكمة، فيما لو تعارض مع المصالح الصينية. وقد وضعتها الإدانة المتسرعة الكاملة للحكم في موقع المناوئ للمجتمع الدولي.

ويفرض قرار المحكمة كذلك ضغوطاً على أميركا تدفعها إلى دعم حلفائها وشركائها في المنطقة على نحو مباشر، كما يتطلب منها وضع استراتيجية مترابطة تضمن ألا يدفع إحساس الصين بالظلم إلى تغريبها أكثر عن المجتمع الدولي ولجوئها للقوة لتأكيد نفوذها.

لم يسهم حكم محكمة لاهاي في إنهاء صراع السيادة على بحار آسيا، بل إنه، خلافاً لذلك، عمل على مفاقمتها ورفع هامش خطورة دق طبول الحرب، وإعادة أجواء ثلاثينيات القرن الماضي.

Email