محاسبة

اليسار الأوروبي مهدد بالتحول إلى قوة هامشية ومعزولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حفزت عملية الاقتراع الأخيرة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وسواها من الانتخابات التي شهدتها أوروبا، قادة اليمين واليسار السياسي الأساسيين على إجراء محاسبة ذاتية.

إلا أن الخطر الأكثر حدة هو ذلك الذي يحدق باليسار الأوروبي على وجه التحديد، وهو الذي يشهد منذ ولادته خطر الاندثار، بعد أن تفككت على ما يبدو عرى ارتباطه التقليدي بجمهور الناخبين من طبقة العمال. وقد طرأت على القاعدة الاجتماعية للأحزاب اليسارية الأوروبية تحولات عدة.

وأصبح اليوم يتألف من جمهورين انتخابيين أساسيين، هما الفئة التقليدية من أصحاب الأجور المتدنية وطبقة العمال أصحاب الياقات الزرقاء، ونخب القطاع العام الأكثر تعليماً والجماعات الخلاقة التي تسكن المدن. وأصبح بفعل التطورات الأخيرة يواجه معضلة وجودية، تعرضه لخطر خسارة تأييد إحدى الفئتين. كما يواجه اليسار أزمة المصالحة مع مفهوم الحدود والهجرة، التي تبين أنها عامل القلق الأكبر لدى جماهيره.

وبات لزاماً اليوم على أحزاب اليسار الوسطية الأساسية أن تعيد اكتشاف الحدود الوطنية وإصلاح الخدمات الاجتماعية لاستعادة ثقة الطبقة العمالية. كما لا بد لها من معالجة أزمة المهاجرين، وإلا أصبحت قوة هامشية معزولة ومحكومة بالانقراض.

Email