الانتخابات الفلسطينية اختبار لشعبية القوى الحاكمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيشهد الوضع السياسي الراكد في فلسطين، عما قريب، نوعاً من الحراك الذي يكسر جموده، ذلك أن المساعي الفرنسية لعقد مؤتمر دولي ستكون على نار حامية في الخريف المقبل، بالتزامن مع انطلاق اجتماعات الجمعية العمومية في الأمم المتحدة.

أما على أرض الواقع الفلسطيني، فسيشهد شهر أكتوبر المقبل ثماني معارك انتخابية محلية، من المتوقع أن تسطر مشاركة أكثر من مليوني فلسطيني في انتخاب أعضاء ما يقارب 416 مجلسا بلديا وقرويا.

ويتمثل الوضع المستجد على المشهد الانتخابي هذه المرة في موافقة حركة حماس على المشاركة في الانتخابات وسماح عناصرها الأمنية الممسكة بزمام الأمور في القطاع المحاصر للغزاويين بالإدلاء بأصواتهم.

وستتم مراقبة الأوضاع في غزة عن كثب أكثر هذه المرة لجملة من الأسباب، حيث ستشكل عملية الانتخاب اختباراً لشعبية القوى الحاكمة في غزة من عدمها. أضف إلى ذلك أن الانقسامات التي تسود صفوف حركة فتح مع محمود دحلان، غزاوي المولد، ستتجلى بوضوح من خلال هوية المرشحين الذين يتم اختيارهم ونسبة الفوز التي يحققونها .

ومن المؤكد أن كثيرين سينظرون إلى انتخابات المجالس المحلية على أنها الخطوة التمهيدية لانتخابات برلمانية ورئاسية محتملة تأخر موعدها كثيراً.

وفي حين تشكل الانتخابات الفلسطينية المحلية المقبلة مؤشراً هاماً، يتطلع عدد من الفلسطينيين إلى اليوم الذي سيتمكنون فيه من أن يخوضوا انتخابات وطنية شاملة طال انتظارها، ويشهدوا على إحياء النظام البرلماني.

عقب صيف حار حافل بالعنف والإرهاب في أوروبا، سيكون المجتمع الدولي سعيداً حتماً بالعودة إلى التباحث بشأن صراع أكثر عقلانية نسبياً.

Email