تسريبات الحزب الديمقراطي تطور جديد في الصراع الدعائي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر موقع «ويكيليكس» الجهة المسؤولة عن الكشف عن تسريب رسائل البريد الإلكتروني الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، إلا أن عملية السرقة نفسها نُسبت ظاهرياً إلى مخترقي حواسيب روس، يعملون بعلم الدولة ومباركتها على الأقل. ويسطّر هذا الواقع تطوراً جديداً في الصراع الدعائي التضليلي المستمر.

ليس هناك أي جديد في مسألة التجسس على العمليات السياسية للدول المعادية، كما لم يطرأ أي جديد على مسألة استخدام المعلومات المضللة، إلا أن الواقعة التي بين أيدينا تبين كيف سهّلت التكنولوجيا الأمرين معاً.

ويخفي الهدوء الظاهري الذي يطغى على المشهد الحالي تيارات قوية وخطيرة، يتمثل أولها في مدى صعوبة معرفة ما إذا كانت أي مجموعة عاملة من خارج روسيا تشكل أحد أجهزة الدولة أم لا.

وقد استخدمت حملة هيلاري كلينتون التسريبات في إشارة إلى أن روسيا تفضل وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب رئيساً، علماً أنها لا تزال تعتبر التفاتةً عبقريةً من الروس إذا كانوا يقصدون بالفعل شن حملة دعائية معادية ضد الديمقراطيين.

أما الجمهوريون فقد لجأوا إلى الوثائق المسربة عينها، واستخدموها كدليل دامغ على فساد المؤسسة الديمقراطية وتآمرها.

وتبدو الدعوة إلى اعتماد معايير آمنة مع رسائل البريد الإلكتروني وغيرها من وسائل الاتصال ضرورية وجليةً ومحقة للتحصن بوجه مثل تلك الاعتداءات. إلا أن ذلك لا يجدي نفعاً حقيقياً، فالاعتداءات من شأنها أن تستمر، وتنجح في المستقبل المنظور.

لا نعلم بعد كم من المعلومات سيتم تسريبها، ومتى، لكن يسعنا بكل تأكيد أن نفترض أنها ستتزامن ويجري الترتيب لها بحيث تلحق الضرر الأكبر بالديمقراطيين. ولا بدّ هنا للتحلي بالهدوء والمضي قدماً، من التنبه إلى أن رئاسة يحتلها ترامب تهدد بمصير أسوأ من انتخاب الديمقراطي الخطأ.

Email