طالبان تسعى إلى تحويل هلمند قاعدة لاستنزاف قدرات كابول

■ القوات الأفغانية تتعرض للاستنزاف في هلمند | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

شنت حركة طالبان هجمات متزايدة في هلمند، مقارنة بأي مقاطعة أخرى في أفغانستان خلال عام 2015، بهدف الدفاع عن أراضيها في المناطق النائية، وتوجيه الحرب بضراوة إلى الجيوب التي تسيطر عليها الحكومة. والسيطرة على هلمند، تحققت خلال العقد الماضي على يد آلاف من جنود القوات البريطانية والأميركية. وبالنظر إلى مغادرتهم عام 2014، بدأت قبضة الحكومة في التراخي. وسارع المتمردون إلى الاستفادة من هذا الأمر.

وقضوا العام وهم يتقدمون في حركة كماشة بطيئة، مقتربين من الشمال والجنوب باتجاه عاصمة المقاطعة اشكار جاه. وعلى امتداد الشهور السبعة الأخيرة، اجتاحت طالبان بعضاً من أصعب القواعد الريفية من حيث السيطرة عليها، في جنوبي أفغانستان. ويمكن أن تدعي كابول سيطرتها الكاملة على ثلاث مناطق من أصل أربع عشرة منطقة تابعة لهلمند.

ولتحريك القادة الكبار، تحتاج طالبان إلى أن تشعر بالثقة حيال سيطرتها على أراض رئيسة، بينما تسعى لإخراج قوات الأمن الأفغانية من المقاطعة وحماية قادتها من أي غارة. وكان يمكن أن يكون هذا أمراً مستحيلاً عندما كان يتم نشر 60 منطاداً صغيراً تابعاً لقوات «ناتو» عبر المقاطعة، لمراقبة المقاتلين من الأعلى. ولكن، هناك منطاد واحد الآن.

ويمكن لطالبان أيضاً أن تعتمد على تعاطف قبيلة اشاقزي، التي تشكل جانباً كبيراً من سكان المقاطعة. وتتطلع لتأمين السيطرة الكاملة على هلمند، وقد يكون ذلك تفاؤلاً مبالغاً فيه حتى الآن. لأن خسارة أشكر غاه سيكون ضربة كارثية للمعنويات، بحيث تبادر القوات الأميركية والبريطانية إلى تقديم دعم كبير في الفترة المقبلة. ولكن، إذا كانت قوات الحكومة لا يمكنها كبح جماح المشكلات ، فسيكون من الصعب وقف قوة دفع طالبان في هلمند.

وفي حال تمكن المقاتلون من دعم التقدم الذي أحرزوه حتى الآن، فسيكون كافياً، جعل المقاطعة قاعدة مهمة لهم للاستنزاف الكبير للقوات الحكومية، ومصادر كابول لسنوات كثيرة مقبلة.

Email