استعادة الرمادي تحققت على جسر تصالح السنة والشيعة

سير المعارك يؤكد تراجع «داعش»

■ استعادة مدينة الرمادي ساعدت على انحسار نفوذ «داعش» في العراق | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لتتبع الحرب ضد تنظيم «داعش» من بعيد، قد يكون من السهل قياس التقدم عن طريق الانتصارات العسكرية. وبالضرورة فإن استعادة مدينة الرمادي من قبل القوات العراقية تعد انتصاراً كبيراً على الأرض. وستساعد على كسر وهم ضرورة الخلافة أو أن الإرهاب يمكنه أن يفوز يوماً ما بالقلوب والعقول. ولدى خسارة أول مدينة رئيسة فإن تنظيم «داعش» يخسر جزءاً كبيراً من اجتذاب المتطوعين إليه.

فراغ سياسي

ومع ذلك يجب أن يتم تذكر أن التقدم السريع لمجموعة المتطرفين على الأرض بين عامي 2014 و 2015 كان أمراً ممكناً، بسبب الفراغ السياسي والمعنوي في كل من العراق وسوريا. وفي كلتا الدولتين فشل القادة في الاستماع إلى الأصوات الديمقراطية أو وجهات نظر الأقليات. وقد سقط البعض من الأقلية السنية في العراق في أيدي تنظيم «داعش». وفي سوريا، لا يزال هناك وقت طويل قبل ملء هذا الفراغ، ولكن في الرمادي فإن النصر يشير إلى التقدم بالنسبة للعراق في علاج الانقسامات القديمة.

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن النصر على التلفاز، من خلال الإشارة إلى تعاون «مختلف الانتماءات والأديان والطوائف» في القوى العراقية المختلفة، ومن بينها (السنة والشيعة والقبائل). وقال، إن قوات الشرطة السنية ستقوم بدوريات في المدينة ذات الغالبية السنية، وتخفف من حدة المخاوف من أن الميليشيات قد تضر بالسكان. ووعد بالبناء على التماسك الذي وجد حديثاً لقوات الأمن العراقية، واستعادة السيطرة على مدينة الموصل الأكبر عام 2016.

الجيش العراقي مؤثر فقط في حال شعر العراقيون جميعاً بالترحيب في بلادهم، وهو مطلب أي ديمقراطية دستورية تعتبر المساواة فيها أمراً ضرورياً. السنة ليسوا الوحيدين، الذين يشتكون من عدم المساواة مع النخبة الشيعية الكبيرة الحاكمة. الأكراد والمسيحيون والأزيديون وآخرون كثر يجب أن يدرجوا في الديمقراطية العراقية. العبادي الذي تسلم السلطة عام 2014، نجح بشكل محدود في التوصل إلى ذلك الهدف الضروري.

تحقيق النصر

أين يتجه رئيس الوزراء العراقي للبحث عن الدعم؟ غالبا ما يتطلع إلى مدينة النجف، لأخذ النصيحة من الأئمة الكبار، الذين يسعون إلى مد الجسور بين الشيعة والسنة.

لقد قطعت خطوات مهمة من قبل القيادات العراقية للمساعدة في تشكيل البيئة السياسية العلمانية للبلاد. وبالنسبة إلى القوى الخارجية فلا يمكنها فعل ذلك، إلا أن قادة العراق المعتدلين اليوم يمكنهم القيام بذلك.

الانتصارات ضد تنظيم «داعش» ربما تتطلب وسائل عسكرية، إلا أنها ممكنة فقط عندما يجد العراقيون الأرضية المشتركة بينهم. الانتصارات على هذا الصعيد ستساعد على ضمان الانتصارات العسكرية في مدن أخرى.

تجاوز

يسعى القادة في العراق إلى تجسير الهوة بين الشيعة والسنة العراقيين، وهم يخشون من ميل القوى الأجنبية لاستغلال هذا الانقسام . وقد ذهبوا إلى أبعد من ذلك. وأصبحت بعض مدن العراق تعرف بالندوات والدراسات، وجميعها تهدف إلى بناء الثقة بين طوائف العراق والأقليات.

وفي عام 2013 بدأ رجل الدين الشهير جواد الخوئي بناء مجمع كبير للحوار بين الأديان. وإضافة إلى ذلك، فإن جامعة الكوفة أصبحت أيضاً مكاناً لإيجاد طرق لتجاوز الانقسامات.

Email