ضربة باغرام الدموية تشكل التطور الأكثر خطورة منذ 2014

«ناتو» يواجه رياح المتاعب مجدداً في أفغانستان

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجه مفجر انتحاري يقود دراجة نارية إلى قوات حلف «ناتو»، أكبر ضربة دموية تعرض لها الحلف خلال أكثر من عام، ما أدى إلى مقتل ستة جنود وجرح ثلاثة آخرين. وهذه الهجمة القريبة من مطار باغرام الكبير تأتي بعد عام على انتهاء مهمة «ناتو» القتالية في أفغانستان.

ومن المــرجح أن يتردد صدى هذه الضربة في التحالف الذي يسعى بالفعل للخروج من الحرب في أفغانستان التي استمرت نحو أربعة عشر عاماً، والتي لم تظهر أي مؤشر على الانحسار، على الرغم من مرور سنوات على القتال وإنفاق عشرات من مليارات الدولارات لبناء قوات أمن أفغانية تواصل القتال من أجل السيطرة على الأرض.

إعادة تمركز طالبان

وبينما تكفلت القوات الأفغانية بالصدارة في الميدان، فقد عانت بشدة لاحتواء طالبان التي عادت للبروز من جديد. والحركة صعدت من الهجمات في البلاد خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن سيطرت على الأراضي التي استولت عليها القوات العسكرية الأميركية خلال قتال شرس في كثير من الأحيان.

من دون تدريب «ناتو» المستمر ومهمة الدعم التي ستتواصل حتى نهاية عام 2016 كان من الممكن للوضع أن يكون أسوأ من ذلك. خسارة ستة جنود في هجمة واحدة تعد الأكبر في المعركة بالنسبة إلى «ناتو» منذ يونيو عام 2014، عندما قتل خمسة جنود أميركيين من القوات الخاصة وجندي أفغاني بالخطأ لدى مهاجمة طائرة قاذفة من طراز«بي-1» لموقعهم خلال قتال جنوبي أفغانستان. الهجمة اعتبرت الأعنف على قوات حلف «ناتو» منذ الثاني والعشرين من أغسطس، عندما قتل ثلاثة متعاقدين أميركيين في هجمة على قافلتهم في كابول. وقتل نحو 14 جندياً في أفغانستان العام الجاري، أربعة منهم في المعركة، بحسب وزارة الدفاع الأميركية.

هذه الأرقام جزء صغير من القوات الأفغانية التي قتلت في المعركة عام 2015. ووصل أقل تقدير لعدد الجنود الذين قضوا في المعركة خلال العام الجاري إلى 4100 جندي ومسؤول أفغاني، إضافة إلى جرح 7800 شخص.

المهمة القتالية

وتعتبر المعركة أكبر ضربة وجهت إلى القوات الأميركية منذ أغسطس عام 2014 لدى مقتل جنرال هارولد غرين، نائب القائد العسكري الذي قتل على يد جندي أفغاني أثناء جولته في منشأة تدريب للقوات الأفغانية بالقرب من كابول. وكان غرين أكبر عضو في القوات الأميركية يقتل في الصراعات التي دارت في العراق وأفغانستان.

انتهاء المهمة القتالية في أفغانستان لم يوقف القوات الأميركية الخاصة من البقاء في الحرب. القوات الأميركية لعبت دوراً أساسياً في شن الغارات الجوية لمساعدة القوات الأفغانية على إخراج طالبان من مدينة قندوز، عقب أن استولى مقاتلوها على المدينة في سبتمبر الماضي.

حتى مع وجود عدد أقل من الجنود الأميركيين، تواصل الحرب استنزاف مليارات الدولارات من خزائن الولايات المتحدة. ودفعت واشنطن نحو 4.1 مليارات دولار أميركي من أجل الجيش الأفغاني والشرطة عام 2015، في الوقت الذي خصصت فيه الحكومة الأفغانية المتعطشة للمال مبلغ 411 مليون دولار أميركي. ومن المقرر أن تدفع الولايات المتحدة 3.8 مليارات دولار أميركي لإبقاء القوات الأفغانية في الميدان عام 2016.

Email