زوما أثار الغضب بقراراته الكارثية في جنوب إفريقيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

قام رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما بأمور عدة أصبحت مألوفة في ظل إدارته، حيث أقال وزير ماليته الذي حاول منع الإنفاق الحكومي غير المسؤول وفرض رقابة سياسية.

ولدهشة زوما اندلع الغضب مجدداً في جنوب إفريقيا، وهو ما دفع به إلى سحب المسؤول الجديد الذي عينه، والقيام بتعيين وزير سابق للمالية موثوق به يدعى برافين غوردهان.

إلا أن ذلك فشل في تهدئة الأمور، ولا يجب أن يحدث ذلك في الواقع. وقد أقدم زوما على الكثير من الأمور الكارثية في بلاده.

المؤتمر الوطني الإفريقي يدرك أن هذا ليس نوع الحكم الذي سعت إليه جنوب إفريقيا عندما انتهى نظام الفصل العنصري عام 1994. وفي بداية العهد الجديد قاد نيلسون مانديلا مواطني جنوب إفريقيا إلى التسامح والديمقراطية المزدهرة.

ولكن بينما ترسخت مكانة حزب المؤتمر الوطني بفوزه في خمس انتخابات وطنية متتالية، انتشرت المحسوبية، بذريعة تصحيح الأوضاع غير العادلة التي سادت بسبب الفصل العنصري.

وتهاوت الأوضاع منذ وفاة الرئيس نيلسون مانديلا. فقد عين زوما الأصدقاء والأقارب في مناصب عليا، وتدهورت المؤسسات العامة ولم يفعل أي شيء لاحتواء انتشار الفساد، وزاد بتهور من حجم القوة العاملة التي تستهلك نحو 40% من الميزانية.

ما جعل طرد وزير المالية أمراً لا يطاق، هو تآكل اقتصاد جنوب إفريقيا، بسبب انهيار أسعار السلع. وتراجع النمو وارتفع معدل البطالة وخسارة الراند قرابة 50% من قيمته مقابل الدولار منذ عام 2010.

ولحسن الحظ فإن الكثير من مؤسسات جنوب إفريقيا، لا سيما المحاكم، لم تكن مغرية بالنسبة إلى زوما ورفاقه، ومن هنا فإنها يمكن أن تكون تكون أساساً تبني عليه أي حكومة صادقة وكفؤة. ولحدوث ذلك يجب أن يختبر حزب المؤتمر نفسه والويـــلات التي استمرت أكثر من 20 عاماً.

Email