مسار

إتمام العملية الديمقراطية في تونس رهن بالتونسيين أنفسهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعادت حادثة تفجير متحف باردو الوطني في تونس وضع البلاد على الخارطة مجدداً، ولو لأسباب خاطئة. وعلى الرغم من أن تونس تواجه تهديدات إرهابية خطيرة ناجمة عن فيض الإرهاب في ليبيا المجاورة، وتجنيد مقاتلين لتنظيم «داعش»، ووجود جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، فمن الأهمية بمكان، ألا ينظر الغرباء إلى تونس على أنها مجرد دولة عربية أخرى فاشلة، تقف على حافة الغرق في الفوضى.

وينبغي بدلاً من ذلك تقدير تونس، التي استطاعت أن تقدم نموذجاً مغايراً بالكامل للشرق الأوسط، نموذجاً يعطي وزناً للتعددية والتطور، ويكون مفطوراً على مناهضة التشدد.

من المؤكد أن الطريق الذي تنتظر تونس طويل قبل أن تتمكن من أن تترجم مثل تلك الآمال والطموحات إلى واقع ملموس. لكنْ هناك شعور بالتفاؤل يسود تونس، ويملأها فخراً أنها الدولة العربية الأولى في مسيرة الربيع العربي، التي نجحت في إتمام عملية الانتقال السياسي الديمقراطي.

ولا تزال المسيرة السياسية للبلاد هشةً في ظل حالات الشقاق المتعددة، التي تعصف بالفصائل الأيديولوجية والسياسية المتنافسة في البلاد. إلا أن نجاح العملية الانتخابية يؤمن مدخلاً لقادة تونس الجدد لأن يسعوا نحو النمو والتطور.

Email