احترام سيادة الدول حجر الأساس في استقرار الشرق الأوسط

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو السؤال حول وجود مبدأ تنظيمي للشرق الأوسط مبالغاً في التبسيط، بل يائساً على وقع طبول الحرب الدائرة رحاها في ثلاث دول منه، واقتراب موعد المكاشفة حيال الطموحات النووية لإيران. إلا أن ثمة سؤالا كان يجب طرحه قبيل لقاء أوباما ست دول عربية يتعلق بالدبلوماسية الأميركية.

وسيكون اللقاء مطولا بالمقياس الزمني الدبلوماسي، في منتصف مايو. وسيتسم بحميمية غير اعتيادية قد تكون مؤشراً على أن الولايات المتحدة تعتبر أن المنطقة باتت ناضجةً حاضرةً لتطبيق رؤية شاملة للاستقرار.

إلا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي سيلتقي بعض قادة من دول مجلس التعاون الخليجي أو نوابهم، منخرط في محادثات مع إيران على الجهة الأخرى، في محاولةٍ للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي، والحيلولة دون تسابق تسلح خطر في المنطقة.

فهل تمارس أميركا سياسة اللعب على الحبلين؟ إنها تفعل ذلك بطريقةٍ ما، لكن ليس بهدف المراوغة، وشراء الوقت، أو لإبقاء الجيش الأميركي بمنأى عن خوض حربٍ أخرى، لكن يبدو أن استراتيجية أوباما تهدف إلى مساعدة الشرق الأوسط على إيجاد توازن في العلاقات بين السلطات، يحدده الاحترام المتبادل لكرامة الدول العربية.

وفي الوقت الحالي، سيكون التوصل لمثل هذا التوازن الجيوسياسي، النظام الأخلاقي الأمثل للمنطقة المقيدة بأطراف تصر على الإذعان للممارسات الدينية، أو تسعى للهيمنة الإقليمية المرتكزة إلى أمجاد الماضي.

وسيتحقق الاستقرار الإقليمي بشكل أفضل إذا اتسمت دول الشرق الأوسط بالديمقراطية طبعاً، سيما إذا تمكنت كل منها من إيجاد توازن بين الإسلام السياسي والحريات المدنية. إلا أن هذا النوع من السلطات الدستورية قد يكون متعارضاً مع مسميات سلطات أخرى. ومع وجود هذه المسميات، التي تزعزع استقرار المنطقة، فإن احترام سيادة الدولة الأم سيكون خطوة جبارةً إلى الأمام.

Email