ثمن

المعارضة السورية بحاجة لحماية الأجواء لتعزيز انتصارها

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسارعت وتيرة التطورات العسكرية في سوريا بشكل ملحوظ خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث ساءت الأخبار المتعلقة بمناصري الرئيس السوري بشار الأسد.

وقد تناول بعضها الحديث عما سماه «بداية نهاية» النظام، إلا أن معاقله المحصنة، بدءاً من مدينة اللاذقية على الساحل، وصولاً إلى حمص والعاصمة دمشق، من المستبعد كثيراً أن تتعرض لهزيمة عسكرية في المدى المنظور. ولا تسهم الانتصارات الأخيرة التي حققتها قوى المعارضة في كل من إدلب ودرعا، إلا في تسليط الضوء على حتمية واحدة فقط: حين تخسر قوات النظام المناطق، فهي تردّ بحملة قصف عنيفة وهجمات جوية مكثفة، وها هما اليوم مدينتا إدلب والشغور تواجهان مصير حلب. وعلى الرغم من الانتصارات التي يحققها الثوار، يبقى عليهم أن يبدلوا أحد أبرز عناصر الحرب المتمثلة تحديداً بالسيطرة على الأجواء.

ويبدو أن الحرب مستمرة لوقت طويل وفقاً لتلك الظروف، في ضوء توقف جهود السلام الدولية، ما يعني أن الأمل الوحيد يكمن في التوصل إلى تسوية من صنع السوريين وحدهم. لقد أدرك طرفا الصراع في سوريا والوسطاء كيف تم استغلال الحرب من قبل كل من النظام وبعض قوى الثوار. وقد يبدو مستبعداً التوقع من السوريين أن يتمكنوا من إنهاء تلك المأساة بأنفسهم، غير أن المزيد منهم يتقبلون واقع أنه ما لم يقدموا على أي تحرك اليوم، فإن البلاد ستظل رهن «الانتصارات» المحققة عاماً تلو الآخر مقابل ثمن باهظ جداً يدفعه ملايين الأبرياء.

Email