تبعات

الأميركيون مطالبون بتقبل واقع محدودية تأثيرهم في روسيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يؤيد السواد الأعظم من الأميركيين حرية أوكرانيا في تقرير مستقبلها، إلا أن نسبة التأييد تتراجع دراماتيكياً، عند السؤال عن رأيهم في خوض أميركا حرباً ضد روسيا لضمان حرية الأوكرانيين.

حتى أصوات صناع السياسة الخارجية من المحافظين الجدد الأكثر تهديداً بالحرب لا تدعو إلى ذلك، علماً أن مطالبتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، لقتال الانفصاليين المدعومين روسياً، شكلت خطوةً عملاقة في ذاك الاتجاه. ويتلقى أوباما اليوم الكثير من النصائح حول طريقة التعامل مع الأزمة الأوكرانية، ويميل معظمها إلى تزويد حكومة كييف بالمساعدات العسكرية. إلا أنه يقيّم تلك النصائح، واضعاً نصب عينيه شعاراً انتقده الكثيرون، مفاده "لا تقم بأمر غبي".

ويصر الأطراف، الذين يقترحون إعطاء السلاح على أن استعراض حسم أميركا في المسألة سيؤدي إلى تراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والسعي للتوصل إلى تسوية تمنح أوكرانيا الاستقلال الذي تتوق إليه وتستحقه.

إنه لسيناريو مشرق، لكن هل يؤمن به أحد فعلاً؟ سيما بعد أن سبق لبوتين الترويج لكون الغرب مسؤولاً عن الأزمة. وهل الأميركيون مستعدون لتحمل تبعات هذا السيناريو؟ لعل الجواب على ذلك أن الطريق أمامهم طويل، أو أن عليهم تقبل واقع أن حدود تأثير أميركا يقف عند حدود عالمٍ تربطه علاقات ومصالح وثيقة مع روسيا. من هذا المنطلق لا يشكل توقف أوباما عند الأمر والتمعن طويلاً بعواقبه دليل ضعف، بل مؤشر حنكة.

Email