ضعف التنظيم تزايد بوضوح ووصل ذروته خلال الأشهر الستة الماضية

تبنّي استراتيجية الهجوم كفيل بالقضاء على «داعش»

بريطانيا مطالبة بالمساهمة في استراتيجية التصدي لتنظيم «داعش» - أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

 يكمن أحد أصعب الأحكام، في صراع مع تنظيمات مثل «داعش»، في اتخاذ القرار بشأن اللحظة المناسبة للانتقال من استراتيجية الدفاع إلى استراتيجية الهجوم، ولا تضاهيها صعوبة إلا استجماع الإرادة اللازمة لتنفيذ مثل هذا القرار.

يفترض المنطق العسكري أن البقاء خارج المعركة لمدة أطول، حتى عند مواجهة عدو يقترف الأخطاء ويكشف عن نقاط ضعفه، يسهّل أي هجوم مستقبلي، وذلك هو التحدي الذي يواجه التحالف الدولي اليوم، في حربه مع «داعش» وأتباعه المتشددين حول العالم.

ويأمل أعضاء هذا التحالف، عبر التلظي خلف استراتيجية «الاحتواء» المعلنة، والتغافل الظاهري عن تفشي ظاهرتي العنف والتشدد في شمالي إفريقيا، واليمن، وصولاً إلى باريس وكوبنهاغن، أن يكون عام آخر من الدبلوماسية كافياً لإضعاف قوة التنظيم في الشرق الأوسط، إلى حدٍّ كبير.

تصوّر خاطئ

ويتصور هؤلاء الأعضاء أن الحفاظ على أمن مواطنيهم سيتحقق من خلال أطراف تقاتل بالوكالة، وإبقاء القوى الغربية بمنأى عن «الغرق في الوحول»، أو ببروز ثورة أعجوبة تتصدى لقادة العصابات التي تسيطر على وادي الفرات وشوارع الرقة، إلا أن ذاك النهج المتذبذب، على حدّ وصف رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر، يفتقر إلى واقع أن تنظيم «داعش»، على الرغم من الخطب التي يطلقها، فإنه قد أصبح أضعف نسبياً من خصومه على مدى الشهور الستة الماضية.

وقد قوّت الفظائع المرتكبة، عزيمة حكومات دول الشرق الأوسط لمكافحة انتشار التنظيم، ولا يشكل إخفاق قواته في بلدة عين العرب، سوى مؤشر على إمكانية هزيمته، حين تتوفر القوى المناسبة لذلك. كما أكدت ردود الفعل على هجمات باريس والدنمارك، تصميم الأغلبية المحبة للسلام على مقاومة انتشاره بصورة أكبر.

باتت الحملة اليوم مستعدة للانتقال إلى مرحلة الهجوم، وينبغي على بريطانيا أن تتهيأ لتقديم المزيد من الدعم. وقد نشرت عام 2005، كجزء من الجهود العراقية الأميركية المشتركة، قوات المهمات الخاصة، التي ساهمت من خلال الضغوط الحثيثة في تركيع «القاعدة»، وساعدت الجيش العراقي في إنقاذ شعبه من براثن الإرهاب.

الاستفادة من التطور

يشكل نشر النسخة الأحدث من قوات العمليات الخاصة البريطانية، المعروفة بـ«نجمة الموت»، والمرتبطة بأنظمة مكافحة الإرهاب العالمي، الذي يستطيع تعقب وصدّ التهديدات في أنحاء العالم، تتمة حيوية للإنجاز الذي حققته بريطانيا في الحفاظ على أمن مواطنيها.

ينبغي لبريطانيا، عام 2015، أن تستعد لنشر قوى مماثلة تعتمد استراتيجية الهجوم كذلك، وتتسلح هذه المرة بالتجربة والتكنولوجيا المكتسبتين على مدى عشر سنوات من الصراع، إن كانت تريد إثبات تحالفها العسكري مع شركائها العراقيين، وصداقتها للشعب المحاصر.

Email