الوضع في شرقي أوكرانيا لا يدعو للشعور بالإحباط

شتاينماير: القرم سيظل مصدراً للصراع

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أجرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية حواراً مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أكد فيه ضرورة التخفيف من حدة لهجة الخطاب الموجه لروسيا، مع التشديد على أن ضم روسيا للقرم سيظل مصدر صراع بينها وبين ألمانيا. وفيما يلي نص الحوار.

لقد فهم العديد مناشدتك بتخفيف حدة الخطاب الموجه إلى روسيا كنقد للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل، رداً على ملاحظاتها الواضحة في خطاب سيدني، عقب قمة العشرين. ما هي الأجزاء التي تسجل اعتراضك عليها؟

يبدو هذا أمراً بعيداً حقاً! كما أنه غير منصف بحق خطورة الأزمة، والتساؤلات الشرعية المحقة التي أثارتها قمة بريسبن الأخيرة، ويشكل محاولة لتحويرها إلى مشكلةٍ حكومية داخلية. أجد من التهور التعامل مع مؤتمرات كهذه على أنها ندوة مفتوحة، في الوقت الذي يمكن أن تشكل الفرصة الأخيرة لإجراء محادثات مباشرة، أو سرية ربما مع الأطراف المعنية.

تسود حالة من الجدل غير المسبوق داخل ألمانيا والاتحاد الأوروبي، حول كيفية التعامل مع بوتين. هل تعتقد أن وحدة الغرب عرضة للخطر؟

يجب ألا نشعر بالخوف حول واقع أن حدة النقاشات، في الأنظمة الديمقراطية، ترتفع في بعض الأحيان. الاتحاد الأوروبي يضم 28 دولةً ذات تجارب تاريخية مختلفة تؤدي إلى وجهات نظر متباينة، ومستويات موضوعية متفاوتة من المخاوف حيال بعض الأمور. إلا أننا لطالما تمكنا من تخطي ذلك، والتوصل إلى موقف موحد. وسأناضل للحفاظ على هذا النهج.

ماتياس بلاتشيك، الزعيم السابق للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، الذي تنتمي إليه، والرئيس الحالي للمنتدى الألماني الروسي قدم اقتراحاً، أخيراً، ينص على وجوب تسوية مسألة ضم روسيا لشبه جزيرة القرم «بأثر رجعي وفق القانون الدولي»، وضرورة أن يقدم الغرب تنازلات لبوتين. هل تتفق معه؟

كل ما يجب قوله حول هذه المسألة قد قيل. تمثل الأعمال، التي قامت بها روسيا في شبه جزيرة القرم انتهاكاً للقانون الدولي، وللمبادئ التي يرتكز إليها السلام في أوروبا. لذا لا يمكننا التغاضي عما حدث هناك أو تجاهله.

لقد عقدت، أخيراً، لقاءً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هل أثمر هذا اللقاء عن رفع مستوى آمالك؟

أشعر أنه، وبالنظر للوضع الخطير في كل من كييف وموسكو، من الضروري التحدث إلى المسؤولين السياسيين هناك. لقد وصلت حدة التصعيد الخطابي بين العاصمتين الأوكرانية والروسية، خلال انعقاد قمة العشرين وبعدها، إلى مستويات خطيرة.

وقد عدت بنتيجة لقاءاتي مع القيادتين المعنيتين أحمل انطباعاً يشير إلى نية الرئيسين الأوكراني بترو بوروشنكو وبوتين بالالتزام بمقررات بروتوكول منسك. ونظراً لصعوبة الأوضاع في شرق أوكرانيا، لا يعتبر ذلك بالأمر الكثير أو الكافي. إلا أنه يشكل أساساً يخولنا مواصلة الجهود.

هل تعتقد أنه يمكن استعادة وحدة الأراضي الأوكرانية في المدى المنظور أم أن كييف قد خسرت كلاً من القرم وشرقي أوكرانيا إلى الأبد.

لقد لمست استعداداً روسياً ملحوظاً لإعادة القرم. لسوء الحظ، علينا الاعتراف أن عملية ضم الإقليم غير الشرعية ستظل مصدر صراعٍ بيننا وبين روسيا، في المدى المنظور. أما الأوضاع في شرقي أوكرانيا، فلا تزال غير محسومة على نحو يدعو للأمل.

وإني آخذ كلام روسيا على محمل الجد، حين تقول إنها لا تعتزم تفتيت وحدة أوكرانيا. يمكن للواقع أن يتخذ عدة أوجه، لكن على وجه التحديد، حين تظل الطريق مفتوحة على عدة احتمالات، لا يمكن للمرء أن يصاب بالإحباط. قد يكون الجمود في السياسة الخارجية، أو الانغماس الذاتي نهجين خاطئين.

عن العقوبات

* من الواضح أنك بموقفك الصادر عقب خطاب ميركل، قد نأيت بنفسك عما أبدته من استعداد لزيادة العقوبات المفروضة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هل أنت مستعد لذلك أيضاً؟

- أكرر القول بأن موقفنا واضح. إن السياسات التي نتبعها، وبالتالي قراراتنا بفرض عقوبات أو لا، تأتي نتيجة تقييمنا للوضع. وسيظل الأمر كذلك.

Email