بوتين يواصل الإصرار على الإطاحة بآمال الاستقرار في أوكرانيا

بوتين مصمم على الإطاحة بأي آمال للاستقرار تراود الأوكرانيين أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يظل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصمماً على الإطاحة بأي آمال للاستقرار تراود الأوكرانيين، منذ انتخاب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكي. وقد أساء تقدير التسامح الغربي، وبصفة خاصة التسامح الألماني، مع سياسات حافة الهاوية التي يتبعها. وهناك مؤشرات إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعمل على تأمين دعم للعقوبات الأوروبية الجديدة المفروضة على روسيا، والتي فاجأت بوتين.

وبالمقابل، فإن الغرب بدوره أساء الحكم على بوتين، فهو لا يكترث كثيراً بكونه ينظر إليه في الخارج على أنه سياسي يفتقر للحكمة، وفي داخل روسيا ينظر إليه على أنه حامل لواء نزعة وطنية روسية جديدة مناهضة للغرب، وهو لم يكن أكثر شعبية عما هو عليه الآن، وأي استجابة غربية تخفق في إدراك عمق الدعم الداخلي الذي يلقاه أو نطاق طموحه، لا تتاح لها فرصة كبيرة في تغيير سلوكه.

ومنذ قيام بوتين بضم القرم، أثار حيرة أولئك الذين لا يزالون يعتبرونه مدافعاً عن المصالح الروسية، وقد كانت هذه المقامرة من جانب بوتين منطقية بالنسبة للبعض على أحد المستويات، حيث أمنت ميناء سباستبول لأسطول البحر الأسود الروسي، واستبعدت عضوية أوكرانيا في حلف «ناتو» طالما أن حدودها موضع نزاع. غير أن الخطاب الذي ألقاه بوتين في معرض الاحتفال بالضم كان مزيجا من التحدي وجنون العظمة.

يكرس بوتين رئاسته الثانية بمهمة جديدة هي الانتقام للإذلال الذي تعرضت له روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وجمع جيرانه في تحالف جديد مناوئ للغرب. وأي أصوات داعية لكبح الجموح في الدائرة المقربة منه لا تلقى آذاناً صاغية. وفي خارج الكرملين، يتجمع سكان موسكو وهم يرتدون القمصان الرياضية التي تحمل صورة بوتين ويهتفون بشعارات تشير إلى أن التهدئة قد انتهت بالنسبة لبوتين.

Email