إدانة

العدالة تشق طريقها بعد طول انتظار إلى كمبوديا

ت + ت - الحجم الطبيعي

من بين كل المذابح الجماعية التي ارتكبت منذ الحرب العالمية الثانية، فإن المذابح التي اقترفها الخمير الحمر في كمبوديا، بين عامي 1975-1979، تبرز في ضوء ضراوتها وعدد الذين أودت بحياتهم، الذين يتجاوزون المليون شخص.

وأخيراً وبعد تأخير دام 35 عاماً، تم تحقيق ما يشبه العدالة مع أول إدانة لاثنين من كبار قادة ذلك النظام الشيوعي.

وقد حكم على هذين الرجلين، وهما نون شيه، وخيو سامفان، بالسجن مدى الحياة لدوريهما في ما أصبح يعرف الآن باسم «ساحات القتل في كمبوديا». وقد كان نظام الخمير الحمر، الذي قاده بول بوت، مثالاً للأيديولوجية الشيوعية في أسوأ تجلياتها.

وبسبب الفظائع التي ارتكبها، فإن العالم اليوم يجمع بشكل أكبر على الحاجة إلى قمع جرائم القتل الجماعي، من خلال تطبيق قيم العدالة الشاملة. والإدانات الكمبودية هي أحدث مثال في هذا الصدد، حتى وإن جاءت متأخرة للغاية.

ومع كل انتصار للعدالة، مهما كان محدوداً أو متأخراً، فإن المحاكم المخصصة لهذا الغرض توضح أن العالم قد أصبح يتمسك بشكل أكبر بهدف تحقيق العدالة في مواجهة أولئك الذين انتهكوا حياة الآخرين على نطاق واسع، وهذه العملية قد لا تتسم بالكمال، ولكنها تشق طريقها قدماً، والشعب الكمبودي هو شعب آخر إضافي حقق هذا الإنجاز للعدالة.

Email