الغرب لا ينبغي أن يراهن على استسلام بوتين غير المشروط

بوتين يسعى لمساحة مناورة في مواجهة أزمة أوكرانيا أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

لا يمكن لطوفان الأخبار الكئيبة الآتية من أوكرانيا أن يثبط عزيمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وإسقاط الطائرة الماليزية «الرحلة 17»، المُصاحب بالمشاهد المروعة في موقع التحطم التي صدمت العالم، تم على يد الانفصاليين المدعومين من قبل روسيا. وفرض قادة غربيون بعد شهور من التردد عقوبات اقتصادية شاملة على روسيا. ويبدو أن الانفصاليين أنفسهم بدأوا بالتراجع. ويبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بات محاصراً. فلماذا يقلق القادة الغربيون بشدة إذن؟

إنهم يقلقون لأنه لا يمكن التنبؤ بردة فعل الفريسة المحاصرة. ويمكن لسيرة بوتين في كتاب «الرجل الأول» أن تكشف الكثير عن أي شيء تود معرفته عنه. فخلال طفولته التي قضاها في مبنى سكني قديم في مدينة لينينغراد، كان بوتين يطارد الفئران بالعصي. وروى بوتين قائلاً: «بمجرد رؤيتي لفأر ضخم لاحقته في كل أرجاء الغرفة حتى سقته إلى الزاوية»، وأضاف «لم يكن هناك مكان ليهرب إليه، وفجأة هاجمني ورمى نفسه في وجهي، كنت خائفاً ومتفاجئاً. وأصبح الفأر يطاردني».

يمكن للرئيس باراك أوباما تذكير بوتين بأن الأمر قد يكون مسألة وقت فقط قبل أن تزود الولايات المتحدة الأوكرانيين بمساعدات عسكرية فتاكة، ويوسع «ناتو» نطاق وجود قواته على امتداد الحدود الروسية.

وأي حل دائم للأزمة في أوكرانيا سيتطلب من كل من كييف وموسكو إيجاد مساحة كبيرة للمناورة السياسية للتأسيس لقاعدة علاقات سياسية واقتصادية وأخرى تتعلق بالطاقة، بحيث لا يمكن استبدالها من قبل الغرب. ومع ذلك، فلن تخور قدرات بوتين لإشعال الفساد داخل أوكرانيا، وحتى في أماكن بعيدة مثل دول البلطيق، بسرعة. ويجب علينا أخذ ذلك بعين الاعتبار قبل الرهان على استسلام بوتين غير المشروط.

Email