الجمود السياسي يقود جنوب السودان نحو الكارثة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستعد الصليب الأحمر لإسقاط إمدادات إغاثة من الجو لمئات الألوف من السودانيين الجنوبيين، في أول عملية من نوعها في العالم على مدى ما يقرب من 20 عاماً. فالحقول لم تحرث أو تزرع، مع اشتداد القتال عبر البلاد التي تبلغ مساحتها مساحة فرنسا. وأشباح حروب السودان الماضية تعود مجدداً، ومعها وكالات الإغاثة التي تحذر من شبح مجاعة واسعة النطاق.

و كان عدد قليل من صانعي السلام على ثقة من أن وقف إطلاق النار التي تم الاتفاق عليه في 10 مايو بين رئيس جنوب السودان سيلفا كير ونائبه ماشار، سيصمد بما فيه الكفاية، ليسمح بتوزيع واسع للمساعدات. وهذه الهدنة الهشة تم تنظيمها تحت رعاية وزير الخارجية الأميركي جون كيري، عندما زار أديس أبابا.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يرى المتنافسان فيها بعضهما بعضاً منذ ديسمبر الماضي، عندما هرب ماشار من جوبا، ما أشعل خلافاً سياسياً أدى إلى حرب عرقية، بتأليب قبائل الدينكا التي ينتمي إليها كير على النوير التي ينتمي إليها ماشار.

لكن الجانبين أمضيا أربع ساعات فقط معاً في أديس أبابا، وكان هناك تقدم محدود نحو اتفاق طويل الأمد. وفي غضون 24 ساعة، كان الجانبان يتهمان بعضهما بعضاً بانتهاك الهدنة.

والاتفاق الذي جرى تحت الضغوط الخارجية، يفتقر إلى التفاصيل الضرورية. فهو يخفق، على سبيل المثال، في تحديد المواقع العسكرية للجانبين، ورسم خطوط وقف إطلاق النار بوضوح، وهي سمة ضرورية لأي هدنة من المرجح أن تصمد. ويدعو الاتفاق أيضاً لحكومة انتقالية، لكن كلا الجانبين يفسر الأمر بشكل مختلف.

وكير قال إنه سيخدم باقي ولايته قبل الانتخابات التي من المقرر أن تجري في عام 2015، لكن احتمال حدوث هذا الانتخاب بعيد المنال. وماشار يقول إن كير يجب أن يتنحى على الفور.

والأسوأ من ذلك، أنه لم يسمح لمجموعة من 11 شخصية مؤثرة سجنت من قبل كير في بداية الصراع في ديسمبر، وتم الأفراج عنها أخيراً، بالانضمام للمحادثات في أديس أبابا بصفة رسمية. وإحدى هذه الشخصيات باغان آمون المطروح كزعيم تسوية محتمل.

Email