اتفاق أميركي اوروبي عربي على معايير تقديم المساعدات للمعارضة

الموقف الأميركي في سوريا بعيد عن التغيير

هدف واشنطن تغيير حسابات دمشق إزاء الفوز على المعارضة أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون والعرب على طريقة موحدة لتوفير المساعدات للجماعات المعارضة في سوريا، بعد تصنيفها إلى جماعات ينبغي أن تتلقى إمدادات أسلحة وغيرها من المساعدات، وجماعات غير مؤهلة بسبب علاقاتها المتطرفة الواضحة، وتلك التي تتطلب أهليتها مزيدا من النقاش، وذلك بحسب تأكيدات مسؤولين أميركيين وبعض الحلفاء.

وهدفت الخطة الموضوعة خلال اجتماع قادة الاستخبارات بقيادة الولايات المتحدة، أخيرا، إلى جانب مبادرات جديدة لزيادة شحنات الأسلحة والتدريب والاستخبارات وأشكال الدعم الأخرى من جانب الولايات المتحدة وغيرها، إلى التغلب على الخلافات بين الحكومات المنقسمة بعمق حول جماعات المعارضة التي يفترض مساعدتها، ونوع الإمدادات التي يفترض إرسالها.

ويقول مسؤول عربي: «الفكرة من الأمر أن لا تتصرف أي دولة بشكل أحادي الجانب، وأن يلتزم الجميع بالمفهوم نفسه»، ووصف قائمة تصنيف جماعات المعارضة بـأنها «وثيقة يجري تحديثها باستمرار» مع أي تحول في تحالفات الثوار. وهي بعيدة عن الجهود الأولى لتنظيم المساعدات الخارجية على مدى السنتين الماضيتين من الحرب الأهلية الطاحنة في سوريا.

لكن مسؤولين من عدة حكومات أوروبية وعربية ممثلة في اجتماع الاستخبارات، قالوا إن هناك تحولا جوهريا نحو موقف أميركي أكثر عدوانية، إلى جانب استعداد الآخرين لاتباع هذا المسار.

الانقسامات المتزايدة

وعزا الجميع هذا التحول إلى بعض العوامل، ومن بينها الانشقاقات المتزايدة داخل صفوف المعارضة، الأمر الذي سمح بإجراء تقييم أوضح لمن يعتبر معتدلا بما فيه الكفاية بين صفوفها لتقديم المعونة إليه. ولم يتضح بعد ما إذا كانت عملية إعادة التقييم ستؤدي إلى انتقال الإدارة الأميركية إلى ما هو أبعد من سياستها في مساعدة الجيش السوري الحر فقط، أم أنها ستكون مركزة في الأساس على تطلعات الإدارة بوقف الآخرين عن مساعدة أولئك الذين تراهم متطرفين.

والاهتمام الأميركي والأوروبي بسوريا يركز بشكل متزايد على امتدادات الحرب إلى ما وراء الشرق الأوسط. فقد حذر تقييم للمخابرات أخيرا، من تزايد أعداد الأجانب بين صفوف المتطرفين، بما في ذلك مئات الأوروبيين الذين تسمح لهم جوازاتهم بدخول أميركا دون تأشيرات سفر.

وفي شهادتهم أمام الكونغرس أخيرا، قارن مسؤولون كبار في الاستخبارات الأميركية بعضا من المناطق التي يسيطر عليها الثوار في سوريا وبين ملاذات تنظيم القاعدة في غرب باكستان واليمن، وقالوا إن بعض الجماعات المتطرفة لديها «تطلعات» لمهاجمة الولايات المتحدة.

الهدف نفسه

أما بالنسبة للمساعدات، فقد أفاد مسؤولون أميركيون وغيرهم عن خطط جديدة سيجري تطبيقها في المستقبل، تدعو إلى مزيد من التدريب لمقاتلي المعارضة الذين تم اختبارهم، وإرسال شحنات متزايدة من الأسلحة. وهناك خطط يجري تطويرها في إطار الاتفاقات الجديدة لفتح طرق إمدادات من الشمال عبر تركيا.

حيث يحارب ما يسمى مقاتلو المعارضة المعتدلون الجماعات المتطرفة من جهة، وقوات الرئيس السوري بشار الأسد من جهة أخرى. وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اتفقا في محادثة هاتفية أخيرا «على أهمية التعاون الوثيق بين بلديهما في مواجهة الوجود الإرهابي المتزايد في سوريا».

لكن ليس كل شركاء الولايات المتحدة مسرورين تماما بما تبدو الولايات المتحدة على استعداد للقيام به حيال التحول الأخير في الأحداث.

يقول أحد المسؤولين العرب: «هذا أمر سبقت رؤيته منذ سنتين» ،مشيرا إلى أن هدف الإدارة الأميركية يبقى عدم دعم «فوز» المعارضة على الحكومة السورية، وإنما تغيير «حسابات» الأسد إزاء إمكانية النصر على قوات المعارضة.

تغيير في التركيز

أشار مسؤولون في الإدارة الأميركية إلى أن واشنطن لا زال موقفها من مهاجمة سوريا كما كان عليه منذ سنتين، عندما تم البدء بجهود للتنسيق مع الدول الشريكة على محمل الجد. وقال أحدهم "لا نستبعد ذلك"، لكنه رفض فكرة احتمال عمليات جوية أميركية على سوريا باعتبارها "حلا سريعا" زائلا، مضيفا: "تلك خيارات مطروحة دوما، لكننا لا نرى حتى الآن تحليلا للتكاليف والمنافع، حيث يجري تغيير الوضع على الأرض بشكل كاف لتبرير هذه المخاطرة الاستثنائية" الذي تشكله تلك العمليات.

ولم تكن هناك موافقة أميركية على اقتراح بتوفير صواريخ أرض جو تطلق من الكتف لجماعات المعارضة. ورفض مسؤول كبير في الإدارة الأميركية التقارير بشأن تغيير كبير في سياسة الإدارة تجاه سوريا ،التي أثارتها تصريحات أخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري وغيره، قائلا إنها "مبالغ بها"، وبدلا من ذلك قال: "هناك تغيير في التركيز، لا تغيير في السياسة".

Email