مع قرب حلول شهر رمضان المبارك انتشرت المبادرات الخيرية في مصر، والداعية إلى التكافل الاجتماعي بشكل مكثف عبر حملات شبابية على مواقع التواصل، تدخل في إطار حملات التكافل ومساعدة الطبقات الفقيرة، للتغلب على ظروف الحياة الشاقة ومحاولة مد يد العون لهم، سواء من خلال تقديم تبرعات مادية أو عينية أو طبية، كالتبرع بالدماء للحالات المرضية الحرجة المحتاجة، وغير ذلك من أوجه التكافل.

جاءت كثير من هذه الحملات بمبادرة فردية شخصية أعلن عنها عبر مواقع التواصل، لتتحول بعد ذلك إلى مبادرات أكبر؛ من خلال استغلال مطلقيها لزخم المواقع في جذب عناصر شبابية داعمة لهذه المبادرات ومروجة لها. في خط متوازٍ مع الحملات التي تطلقها المؤسسات الكبرى.

ومن بين الدعوات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات متعلقة بمساندة ودعم السوريين المتواجدين في مصر؛ بدأت من خلال إقدام صاحب عقار يقطنه سوريون في مدينة 6 أكتوبر على الإعلان عن خصم نصف «إيجار» شهر يونيو بمناسبة شهر رمضان، تخفيفاً عن السوريين. وهي الواقعة التي دفعت إلى دعوات ومبادرات حول مواقع التواصل الاجتماعي لتعميم التجربة.

وتعليقاً على انتشار هذه المبادرات، لا سيما قبل شهر رمضان، رأت أستاذة علم الاجتماع د.إنشاد عز الدين أن الشعب المصري معروف بسعيه إلى التكافل الاجتماعي ومحاولات الاكتفاء من خلال الدأب على أعمال الخير وإخراج الزكاة والتبرعات، لاسيما مع شهر رمضان وخلال الشهر الكريم..

موضحة أن الشعب المصري أحد أكثر شعوب العالم التي تعمل على رصد جزء من دخلها لأعمال الخير؛ حتى الطبقات الفقيرة تحرص على هذه الأمور التي تراها تقرباً إلى الله ومد صلة الرحم والمودة بين الجيران أو الأقارب.

وأفادت بأنه مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي ووصول مستخدميها من المصريين إلى الملايين فإنها أخذت مكاناً مهماً في حياتهم، فتم استخدامها لتكون منصة لنشر القصص الإنسانية التي تحتاج إلى تبرعات عينية أو مادية، كما كان في وقت سابق الإعلام هو المنصة الأكبر والأوسع انتشاراً لجمع التبرعات وأعمال الخير.

حملات كثيرة

ومن بين الحملات التي أطلقت خلال الآونة الأخيرة ومن المتوقع أن تنشط في رمضان حملة «وجبة بجنيه» التي تدعو إلى تقديم المساعدات الغذائية للمحتاجين، فيما لم تقتصر الحملات على مساعدة الفقراء بتوزيع وجبات الطعام؛ وإنما امتدت لتكون حملات مساندة للمقبلين والمقبلات على الزواج كذلك..

حيث انتشرت عدة منشورات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر «فيسبوك» يسردون فيه القصص الإنسانية لشباب مقبلين على الزواج ولم ينجحوا في شراء كافة احتياجاتهم أو الأجهزة الكهربائية أو المفروشات اللازمة لتأسيس بيتهم..

ومن هنا جاءت أفكار جمع تبرعات لهم سواء من خلال جمع أموال أو شراء الأجهزة أو المفروشات والتبرع بها من خلال استغلال مواقع التواصل كمنصات للدعوة إلى التكافل.

ووفق ما ذكرته عز الدين، فإن احتلال قصص التكافل الاجتماعي مكاناً في مواقع التواصل الاجتماعي يعد ظاهرة إيجابية؛ فكما كان لهذه المواقع دور في التغيير على مختلف الأصعدة، فيمكن أن يكون لها دور في بناء المجتمعات مرة أخرى، موضحة أن قيم التكافل الاجتماعي إيجابية لا بد من زرعها في الأجيال القادمة واستثمار رغبة الجيل الحالي من الشباب في التفاعل مع طبقات المجتمع الفقيرة والمهمشة لمد يد العون إليها.