اتجه سكان قطاع غزة للاعتماد على الطاقة الشمسية كبديل عن وصول التيار الكهربائي لمنازلهم نتيجة الأزمة المتراكمة منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة وعدم وصول التيار ليوم كامل بشكل متواصل إلا نادراً، للتخفيف من هذه المعاناة وتيسير حياتهم وإضاءة منازلهم في فترة الانقطاع، وتجنباً لحرق منازلهم بعد وفاة عدد كبير من الأطفال في الفترات الأخيرة حرقاً نتيجة إشعال الشموع في منازلهم ليلاً.
وأدى اعتماد مواطني القطاع على الطاقة الشمسية للاستغناء عن المولدات الكهربائية التي انتشرت بشكل واسع بعد ازدياد أزمة الكهرباء في غزة، حيث يؤدى صوتها لإزعاج كبير للجيران والمواطنين في الأحياء والأزقة وعلى أسطح المنازل.
واندثرت المولدات الكهربائية المستخدمة في المنازل بعد ارتفاع أسعار الوقود المهرّب من مصر عبر أنفاق رفح ومن ثم إغلاق الأنفاق، وارتفاع سعره لما يقارب الضعف بعد دخوله بشكل رسمي عبر معبر كرم أبوسالم، وانتشرت فكرة تركيب الخلايا الشمسية لتعويض الكهرباء للمنازل.
وتعتمد فكرة الخلايا الشمسية على تركيب ألواح زجاجية فوق أسطح المنازل لتتولى تغذيتها بالتيار الكهربائي عن طريق بطاريات شحن يعاد شحنها من الخلايا الشمسية، وتعمل على تحويل أشعة الشمس إلى الكترونات كهربائية يتم نقلها بواسطة أسلاك لبطاريات شحن تقوم بحفظ الطاقة الناتجة عن الشمس وتحويلها لطاقة كهربائية وتشغيلها في فترة انقطاع التيار الكهربائي من خلال محول كهربائي.
ويقول فارس أبووردة (صاحب شركة لبيع وتركيب الألواح الشمسية) إنّ هذه الخلايا الضوئية أعطت الغزيّين بديلاً بعد انقطاع التيار الكهربائي لسنوات طويلة، ولفت إلى إقبال على شراء الألواح وتركيبها على أسطح المنازل.
وأفاد أبو وردة بأن ألواح الطاقة الشمسية تمكن مالكيها من تشغيل التلفاز والمروحة والمكيف والغسالة وإنارة المنزل بشكل كامل، ويعود ذلك لعدد الألواح التي يتم تركيبها على سطح المنازل، وقدرة كل لوح على تشغيل أحمال اكبر بعد تجمع عدة ألواح في مكان واحد وتزويد المنزل الواحد بالطاقة الكهربائية.
ويعتبر توليد الكهرباء على طريق الطاقة الشمسية تكنولوجيا جديدة في قطاع غزة لإنارة المنازل، رغم استخدامها في كافة دول العالم منذ القدم، وتصل قوة توليد الطاقة الكهربائية إلى 3000 واط، وتكون الكهرباء متاحة للاستخدام على مدار اليوم لمقتنى هذه الخدمة.
وتبلغ تكلفة لوحات المنازل ما بين 1000 دولار وصولاً إلى خمسة آلاف دولار، وتختلف كمية الكهرباء الموردة من الألواح بحسب كمية الألواح التي يتم تركيبها للمواطنين، كما انتشرت الفكرة بشكل واسع في المؤسسات المحلية والحكومية، وأدى ذلك لاستغناء بعض المؤسسات عن التيار الكهربائي من البلدية.
وانتقلت الفكرة لتحويل إنارة الشوارع على مفترقات هامة في قطاع غزة للعمل على الطاقة الشمسية، وتزويد عدة مستشفيات بنفس التقنية تجنباً للانقطاع اليومي للتيار الكهربائي وسد العجز الحاصل.
يذكر أن قطاع غزة يتغذى على ثلاثة مصادر أساسية في الكهرباء، هي: المصدر الإسرائيلي من خلال عشرة خطوط بقدرة 120 ميغاواط تمتد من فوق السياج الفاصل باتجاه الأراضي المحتلة، والمصدر المصري من خلال خطين بقدرة 25 ميغاواط، بالإضافة إلى محطة توليد الكهرباء غزة التي تنتج 60 ميغاواط..
والتي تكثر أعطالها.. في حين يبلغ احتياج سكان قطاع غزة إلى 450 ميغاواط، ويتوفر من المصادر الأساسية الثلاثة مجموع 205 ميغاواط، ما يعني أن هناك عجزاً دائماً يصل إلى 55 في المئة من التيار الكهربائي.