من الغرف المغلقة إلى الشوارع الفسيحة

رام الله ترقص على إيقاع ثورات الشعوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجربة حديثة للرقص المعاصر تخوضها فلسطين، بدأت مع انطلاقة مهرجان رام الله للرقص المعاصر منذ سنوات، وجاءت دورته العاشرة التي جرت قبل أسابيع لتتمكن من اعداد مائة راقص وطني يهتمون بالرقص المعاصر، والأكثر حداثة في هذا المضمار تلك العروض الراقصة المعاصرة التي نزلت إلى الشوارع لتجسد الواقع أمام الناس المحتشدة لمتابعة العروض..

حيث كان الاقبال كبيرا وتحديدا من شرائح الشباب واللافت في الأمر ان تلك التظاهرة حظيت بترحيب من كثيرين، رغم وجود معارضة من آخرين.

وأدت فرقة كندية تضم مجموعة من الراقصين لوحة رائعة في شوارع مدينة رام الله. والفرقة واحدة من مجموعات متنوعة شاركت في المهرجان الذي تنظمه سرية رام الله، ويستضيف الحدث في عامه العاشر هذا العام 20 فرقة محلية وعربية وعالمية، بدأت تقديم عروضها منذ 16 واستمرت حتى يوم 26 من أبريل الماضي بمدن وأحياء الضفة والقدس على مسارح مختلفة.

استحسان واستهجان

وتحدثت ميدا وهي عضو فاعل بالفرقة الكندية حول العروض الفنية فقالت ما قدمناه يجمع بين الرقص المعاصر وفن الشارع، اسمه 20 يدا في الليل، وهو عرض يحاكي ثورات الشعوب من أجل التحرر والاستقلال. واضافت ان تجربة العرض في شوارع رام الله مدهشة..

وكان هدفنا الأساسي من المشاركة ان نحقق الانفتاح على الجميع وأن نكون قريبين جدا من الناس هنا، وتجربة العرض في رام لله كانت فكرة ولم نكن نتخيل كيف ستكون؟

وبعد ما قدمنا من اداء تجدني سعيدة للغاية بالعمل الذي قدمناه والذي وجد تفاعلا ايجابيا من الناس بل واستحسانا سوف يشجعنا لتكرار المجيء. وقد استخدمت الفرقة الرسم للتعبير عن الفكرة، إلى جانب حركات الرقص التعبيرية، والأداء في الشارع، مع عزف موسيقى غربية تصاحبها أشعار محمود درويش، ورسوم برعنا في وضع خطوطها على جدران المدينة حتى ذكرى لأجمل أيام من الإبداع والأنس الجميل.

ظاهرة حديثة

الرقص في الشارع ظاهرة حديثة أخذت ردود فعل متباينة في مدينة رام الله التي يتنوع الناس فيها بين محافظ لا تروقه مثل هذه التطورات التي طرأت على المدينة وبين آخرين كثيرين كانوا متشوقين لها ومرحبين بها..

وتنوعت التعليقات على العرض الذي قدمته فرقة انترلوب الكندية، على دوار المنارة وسط المدينة وقد تكونت من ست فتيات، يرافقهن الفنانان الفلسطينيان حمزة أبو عياش، فمنهم من لم يفهم العرض، ومنهم من بقي يلاحق الفرقة لنهاية العرض معجبا بالفكرة والاداء، ومنهم من مر على العرض في الشارع مستهجنا.

تطور الرقص

من جانبه قال مدير المهرجان، خالد عليان لـ«البيان» ان الرقص المعاصر في فلسطين يشهد تطورا ملحوظا وعبر ذلك انتقلنا من المسارح المغلقة الى عروض الشارع، حيث تقدم فرق الرقص المعاصر التي نستضيفها في المهرجان عدة عروض مشتركة مع فنانينا الفلسطينيين، والعروض هادفة وتحمل رسالة سياسية تضامنية مع أفراد شعبنا.

وحول قبول الشارع المحلي لهذه التجربة الحديثة، قال مجتمعنا ذواق للفن يتفاعل مع الثقافات والفنون المتنوعة للشعوب المختلفة، وبالتأكيد فإن عروض الشارع فكرة نالت اعجاب الكثيرين الذين تجاوبوا وتفاعلوا معها. واختتم عليان حديثه آملا في بناء مجتمع يدعم الرقص كفن انساني، ويسهم في تطوير هذا الحقل من الفنون التي تعتمد على الأداء والحركة بمصاحبة الموسيقى والغناء في فلسطين.

Email