واحات خضراء تمنح هدوء النفس وراحة البدن

غابتان جزائريتان.. مستشفيان أخضران

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبرز غابتا باينام وبوشاوي «20 كلم غربي العاصمة الجزائرية» كموقعين إيكولوجيين خلاّبين يسحران الزوار براحة نفيسة، على نحو جعلهما تستحقان وصف «المستشفيان الأخضران»، لما تنفردان به من جمال، وزرقة مياه وخضرة أشجار بتشكيلة متنوعة.

وبدأت ملامح عطلة الصيف ترتسم على الغابتين بعودة الصفاء وتحسن الأحوال الجوية، حيث ألقت الشمس الدافئة بأشعتها على كامل الأرجاء التي تجملت بإطلالة الشمس لتصبح في أبهى حلة، صنعتها خضرة تتنسم زرقة البحر الذي يهب في نسيم عليل بنفحات منعشة تستقطب الزوار في تجانس طبيعي خلاّب.

وتشكّل الغابتان مشتلاً لإنتاج الشجيرات لو أحسن تفعيلها اقتصاديا، طالما أنّه يمكن للقائمين تلبية طلبات المتعاملين المحليين بمختلف أصناف الحطب.

ويبرز الخبير جمال طرفاني أنّه يمكن إنتاج الشجيرات بعد انتقاء البذور الجيدة من مختلف أصناف الأشجار، ووضعها داخل صناديق بلاستيكية مغلفة لتخضع لتقنية خاصة بمتابعة النمو ونوعية التربة والسقي، حتى تصبح البذرة بعد 9 أشهر شجيرة صالحة لنقلها وغرسها في جهة أخرى، عكس الطريقة التقليدية التي تستغرق فيها الشجيرة أزيد من 18 شهرا.

ويمكن تحويل الغابتين إلى حقلين للتجارب والبحوث العلمية. ويؤكد متخصصون أنّ غابة باينام هي الأكبر من نوعها في شمال البلاد بمساحة تربو عن 590 هكتارا، ويعتبرها الخبير فؤاد خويدمي الأكثر تنوعا بيئيا من حيث أنواع الأشجار الشامخة كالصنوبر الحلبي، والكاليتوس في غابة ذات مداخل من ثلاث بوّابات.

ويشير دليل الغابة عبد الحق عموري أنّ «باينام» تعتبر ملاذا لعشاق الهدوء والهائمين بالطبيعة الساحرة، ما يجعل المكان قبلة للكثيرين ممن يودون ارتشاف القهوة والشاي في بيئة مثالية توفر الاستجمام وسط مساحات خضراء واسعة، ومجموعة لا بأس بها من الحدائق والألعاب المخصصة للأطفال.

متنزه فاتن

في الضفة المجاورة، تنتصب غابة بوشاوي كمكان فاتن يمتلك مقومات الراحة والهدوء والمناخ الطيب، بما يسهم في نظر الزوار لكسر الملل والهروب من ضوضاء المدينة ومشاكلها، ولا يمكن غض البصر عن الخضرة المترامية للغابة وجمالياتها الممتدة على نحو ثلاثة هكتارات.

وتشتمل غابة بوشاوي على ثروات طبيعية كأشجار البلوط الكثيفة والصنوبر الحلبي والكاليتوس التي تمتص يوميا 1.7 كيلوغراما من ثاني أوكسيد الكاربون، مثلما تنتج 140 لتراً من الأوكسجين. ويثمّن المتخصص كريم مجبر الغابة وباعها الطويل في إنتاج النباتات والورود وبستنة المدائن والحدائق والمساحات الخضراء بشكل عام، وتجود بنحو خمسين صنفا من النباتات والأزهار.

تحفل «باينام وبوشاوي» بشباب اتخذوا من تأجير الأحصنة مهنة، ويتجول هؤلاء بأحصنتهم التي تعتبر مصدر رزقهم..

حيث يقومون بتأجيرها بأسعار متفاوتة، مثل محمد ع، الذي أوضح أنّه يستغل حصانه لكسب بعض المال الذي يغطي به مصاريف دراسته. وعن ثمن إيجار الجياد، يقول سليم م «نقوم بإيجارها حسب التوقيت الذي يطلبه الزبون، فعندما تكون المدة رُبع ساعة يكون الثمن المطلوب 400 دينار «4 دولارات» وعند مضاعفة الوقت نقوم بتخفيض المبلغ».

Email