مقصد سياحي وتجاري

الياسمينة النابلسية.. شام صغيرة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حارة الياسمينة في نابلس بابنيتها وأزقتها ودكاكينها القديمة ومحالها ونمط العمارة، والياسمين الذي ينتشر منذ فترة طويلة هو عبق الزمان الذي يعطر المكان أينما كان وسط الأزقة والشوارع والبيوت التي تعود أعمارها إلى آلاف السنين، كل ذلك أكسبها سمة مميزة، وخاصية متفردة، ومكانة قل أن تجدها مدينة أخرى. والياسمينة تشتهر بصناعتها للكعك الشامي..

وتنتشر فيها محال بزورية والعطارة وتحتضن المدينة أهم معالم الإمبراطورية العثمانية، وفي مقدمتها الحمام التركي، ما جعلها مقصدا للسياح والتجار. وتتشابه ملامحها مع الأزقة والحواري الشامية. وقد وصف المؤرخون قديما مدينة نابلس بالشام الصغيرة، وهو ما تؤكده حارة الياسمينة بكل تفاصيلها..

فالبناء المعماري المتمييز بانفتاح مرافقه على بعضها واطلالة مكوناته على فضاء واحد من البيوت القديمة المتراصة في مصفوفة واحدة، عبر تشكيلات فنية وجمالية تمنح الحارة وساكنيها شعورا بالالفة والحميمية والتقارب تماما مثلما يحدث في الحارات الشامية، ويدفع باتجاه ذلك الشعور أيضا المذاق اللذيذ للكعك الشامي الذي تصنعه الحارة، وتميز دكاكين العطارة فيها وحمامها التركي المعروف بحمام «الهنا».

مخبز كعك

يمضي الحاج درويش أبو سمرة يومه داخل مخبز قديم يعود بناؤه لقرابة التسعين عامًا، في حارة الياسمينة يصنع الكعك التركي الذي كان يعرف قديما باسم (الألّيط)، والذي تعلم صناعته منذ الصغر من شقيقه الأكبر الذي تعلم صنعه من أحد عناصر الجيش التركي في عهد الدولة العثمانية في بلاد الشام..

ويحافظ أبو الامين على طريقته البدائية وطقوسه الخاصة في صنع الكعك بكل تفاصيلها ومراحلها من العجين والتخمير والخبيز، ما يضفي نكهة خاصة على الحارة بأكملها ويقربها من الشام أكثر فأكثر، ويقول «هاد الكعك اسمو الأليط، احنا بنقلو كعك شامي، لانو كان ييجي من الشام على نابلس وعلى فلسطين كلها بالصناديق».

حمام الهنا

ويقول أهالي الياسمينة إن السبب الرئيس في التشابه الكبير بينها وبين الشام يعود لازدهار التجارة بين مدن الشام ونابلس المركز التجاري الأهم في وسط فلسطين قديما، لاسيما البلدة القديمة في المدينة، التي تعد «الياسمينة» أشهر حاراتها. ويزيد من التشابه وجود الحمام التركي «حمام الهنا» الذي يجعل من الحارة مزارا للفلسطينيين من المحافظات الأخرى ومن عرب الداخل.

فضلاً عن السياح العرب والأجانب من شتى بقاع الدنيا. ويقول صاحب الحمام التركي حازم مرعي: "لما بنطلع على سوريا ما بنحس انو بعيدين عن أهلنا في نابلس، ولا نعتبر روحتنا إلى سوريا اننا في غربة ولا بعاد عن الأهل والأحباب والأصحاب، بنحس حقيقي انو في بلدنا الثاني، لانو الاسواق نفسها والحياة نفسها والتقاليد نفسها ، وحتى الزوار لما بيجو من تركيا ومن الشام بقولو حمام الشام نفسه حمام نابلس بكل تفاصيله وطقوسه".

Email