التراث سمة غالبة بتصميمها

المقاهي الشعبية في الكويت.. فكرة أميرية

المقهى نقطة تجمع الأجيال لربط الماضي بالحاضر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد المقاهي الشعبية التي تنتشر في محافظات الكويت الست الملتقى المفضل والمحبب للأسرة الكويتية سواء لكبار السن، وهو المكان الذي خصص لأجلهم أساساً، أو العائلات والشباب للقاء وتجاذب أطراف الحديث والترفيه خلال أيام الأسبوع، وتزداد الأعداد خاصة في أيام العطل والإجازات الرسمية. وكان الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، صاحب فكرة إقامة المقاهي الشعبية في الدولة..

وجاءت فكرتها تعبيراً منه عن الوفاء للرعيل الأول، وتحقيقاً للتواصل الاجتماعي بين أجيال الماضي والحاضر، وترجمت المبادرة الكريمة لتصبح المقاهي واقعاً ملموساً تمثل في النواة الأولى لها من خلال مقهى القبلة الشعبي الذي أنشئ عام 1977 بجوار قصر السيف، بالعاصمة.

واستمر الدعم الأميري للمقاهي الشعبية في العهد الحالي من لدن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ويحرص الأمير على زيارة تلك المقاهي خاصة خلال شهر رمضان المبارك، للتواصل وإظهار الترابط مع أبناء الوطن عبر لقاءات أخوية حميمية، ما أعطى الإحساس بالاطمئنان لرواد المقاهي أنه والد الجميع الذي لا ينسى أبناءه وإخوانه من رعيل الكويت الأوائل.

نزعة تراثية

ويعد التراث السمة الغالبة التي تنعكس على شكل وتصميم وأثاث المقاهي الشعبية محلياً، وكذلك المشروبات والمأكولات المقدمة للرواد والألعاب الشعبية التي تقدم فيها باعتبارها حافظة لتراث الكويت القديم وحامية له من الاندثار. ويحرص كبار السن على التردد على المقاهي الشعبية لأنهم يجدون أنفسهم في بيئتهم حيث المناخ القديم، فشكل وتصميم وأثاث المقاهي نابع من البيئة المحلية القديمة حيث عاشوا فيها وتعودوا عليها.

المقاهي الشعبية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تحرص على تقديم خدمات جديدة، ولعل جديدها هو ما أعلنه وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لقطاع التنمية الاجتماعية رئيس مجلس إدارة المقاهي الشعبية، علي سليمان الرومي الاستعداد التام لاستقبال أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من الشباب لعرض منتجاتهم وتجاربهم في جميع المجالات.

تشجيع الشباب

قال علي سليمان الرومي إن مجلس إدارة المقاهي الشعبية يرحب بتشجيع الشباب وأصحاب المشاريع الصغيرة وتوفير أماكن بتلك المقاهي التي تلاقي إقبالاً كبيراً من المواطنين والمقيمين واستغلاها في الترويج لمنتجاتهم وتسويقها. وذكر أن التوجه يأتي تعزيزاً وتأكيداً لدور المقاهي الشعبية في التواصل والتعاون مع جميع فئات المجتمع..

ودعم الفعاليات التي تساهم في تنميته وللتأكيد على أن دورها لن يقتصر على تقديم الخدمات المتعارف عليها، بل يجب توسيعها لتشمل المساهمة في دعم وتعزيز العمل المنتج ومساعدة أصحاب المشاريع على تطويرها. وأوضح أن المقاهي ستشهد خلال الفترة المقبلة تحديد وتوفير أماكن مميزة ليعرض فيها أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة منتجاتهم وتسويقها لدى رواد المقاهي من مختلف الأطياف.

Email