شيد 1300 قبل الميلاد

معبد كنعاني في صيدا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال إجرائه تنقيبات في موقع حفريّة «الفرير» الأثريّة في مدينة صيدا القديمة (جنوب لبنان، جانب قلعة صيدا البريّة)، بالتنسيق مع وزارة الثقافة اللبنانية..

وعلى وقع بناء المتحف الوطني في المكان ذاته، تمكّن فريق خبراء آثار من بعثة المتحف البريطاني، أخيراً، من اكتشاف معبد محجوب تحت الأرض، يعود تاريخ تشييده إلى عام 1300 قبل الميلاد في العصر البرونزي الحديث، المعروف باسم «الفترة الكنعانيّة»، وفيه كانت تُمارس طقوس دينيّة لفئة معيّنة في المجتمع الصيداوي قديماً.

وجاء اكتشاف المعبد الجديد ليتوّج سلسلة من الاكتشافات الأثرية المهمة، والتي جعلت من الحفريّة الأخيرة بمثابة الكشف الأهمّ في لبنان خلال الفترة الأخيرة، نظراً للترابط الزمني والتاريخي في تسلسلها، ناهيك عن حجم المكتشفات الضخمة كل عام. وتعتبر الاكتشافات التي أنجزت منذ بدء التنقيب منذ 17 عاماً، دلالة واضحة وعميقة على أهمية مدينة صيدا وحضارتها الضاربة في جذور التاريخ.

وتتمثل ميزة المعبد في كونه وجِد كغرفة مختومة ومغلقة، إذ أدى ذلك لحمايته من عوامل الزمن، وقد تم تشييد بناء فوقه يعود إلى العصر الفارسي، عبارة عن جدران، والغرفة مبنيّة من الحجارة الضخمة، وهي بعلوّ أقلّ من 4.50 أمتار وأرضيتها قائمة على عمق 7.50 أمتار تحت مستوى الطريق المحاذية للموقع. ومن بوّابة الاكتشافات المتواصلة في الموقع، تتواصل أعمال الحفر والتنقيب وتُحفر الأساسات لتشييد «متحف صيدا».

تجدر الإشارة إلى أن أكثر من عشر سنوات مرّت على عمل بعثة المتحف البريطاني في صيدا، ما أتاح لفريقها معرفة المزيد عن تاريخ المدينة وأسرارها في باطن الأرض، ومنها التعرف إلى غرفة قدس الأقداس، حيث كان السكان يعبدون آلهتهم، تحت الطبقة الأرضية التي يعود تاريخها إلى 1300 قبل الميلاد..

وهناك تمثال لكاهن يبلغ طوله 115 سنتيمتراً، ويعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد، وهو تمثال لم يعثر على شيء مماثل له في لبنان منذ بداية ستينات القرن الماضي، وكذلك تم الاستدلال على سور صيدا القديم الذي يعتبر الحلقة الأخيرة من تاريخ المدينة الغابر، والذي يشكّل حلقة الوصل مع التاريخ الحديث.

Email