الكساسبة يمنح عمال نظافة الأردن لوناً تركوازياً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل اللون البرتقالي المشتق من الأحمر، عقدة كبيرة وكراهية مقيتة لدى قطاع كبير من الشعب الأردني، ناتجة عن ذكرى سيئة مرتبطة بجريمة الإعدام التي مارستها جماعة داعش ضد فقيدهم الكساسبة..

ولأن الأحمر يمثل الدم والبشاعة والكراهية، والمصادفة الغريبة أن عمال النظافة في عمان يرتدون البرتقالي، ما حدا بشقيق الطيار معاذ الذي أعدمه تنظيم داعش الإرهابي الذي يُلبس معتقليه ثياباً برتقالية اللون، أن يطلب من أمانة العاصمة تغيير ألوان قمصان عمالها.

فاتخذت قراراً فورياً بتحقيق رغبة الشقيق تقديراً لمكانة الشهيد في قلوب الكثيرين، وقد تخلص العمال أخيراً من لباسهم البرتقالي الكريه سيئ السمعة، بآخر تركوازي براق. وقد راعت اللجنة التي شكلتها الأمانة لدراسة تغيير اللون واختيار الجديد أن يكون ملائماً لطبيعة المهنة وعوامل الطقس وشروط السلامة العامة.

واعتاد موظفو البلديات في المملكة منذ عشرات السنين ارتداء الزي البرتقالي. ويدلل اللون البرتقالي المشتق من اللون الأحمر على العنف والدماء، وسبق أن اختار تنظيم «داعش» الإرهابي البدلة البرتقالية لكل من يحكم عليه بالإعدام.

وعلى حد قول مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، لم يكن اختيار التنظيم للبرتقالي مصادفة بل تقليداً، إذ إن المسؤولين في سجن غوانتنامو اختاروا اللون للمعتقلين الأوائل، إضافة إلى أن العديد من البلاد اختارت ذات اللون للمحكومين بالإعدام فيها.

وظل اللون مخفياً لأنه سيئ السمعة، وعند استخدامه في غوانتنامو اتخذ صفته العدوانية، وبعد أن استخدمه تنظيم داعش ارتبط بنزعته الإرهابية.

وكأن هدف الجماعة من ذلك إيصال رسالة للغرب، تشير إلى أن ما حدث لديهم يماثل مع ما يحدث لمعتقلي غوانتنامو الذين كانوا يرتدون الزي نفسه.

وذكرت مصادر في أمانة عمان أن الزي الجديد لعمال الوطن سيدشن في إطار احتفالية «أمنا عمان» التي ستقام يوم 20 مارس الجاري.

وكان أمين عمان عقل بلتاجي قد ألمح إلى أن اللجنة كانت قد اختارت في البداية اللون الأخضر الزيتي، إلا أن الأمانة استجابت لرغبة المواطنين في اختيار هذا اللون من خلال استمزاجها للعديد من الآراء ونتائج الاستطلاع الذي أطلقته عبر موقعها الإلكتروني وعلى صفحات التواصل الاجتماعي لاختيار اللون من ضمن 8 ألوان حددتها، حيث حصل على أعلى نتيجة تصويت.

Email