عتاب

على الطريقة اللبنانية.. «يِحرِق حريشك»!

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستخدم اللبنانيون تعابير خاصة في العتاب، ومنها تعبير "يحرق حريشك"، وهو تعبير يختلط فيه المزح بالجدّ، ويُقصد منه تنبيه الآخر الى خطأ غير فادح، وغالباً ما يخاطِب به الشخص من يكون على علاقة ودية معه، وقد يستخدمه بعضهم للسباب البسيط، حيث يرد على لسان من لا يحبون السباب الفاحش والملاسنة الحادة.. علماً أن أغلب من يستخدمون هذا التعبير لايعرفون معناه بالضبط، لكنهم يدركون أنه ليس لفظاً سيئاً.

الى ذلك، يشير البعض الى أن "الحريش" هو من يتحرّش بالآخر، أي يفتعل معه مشكلة ما، والى أن عبارة "يحرق حريشك" تفيد التحبّب للشخص بالدعوة له بحرق أعدائه أو من يتحرّشون به.

وفي حين يظنّ البعض أن "الحريش" محرّف عن لفظ آخر في السباب، فإن هذا اللفظ هو اسم دودة تظهر غالباً في الأوقات والأماكن الرطبة، لا سيما خلال فصلَي الشتاء والربيع، وتدعى في لبنان باسم شعبي "أم أربع وأربعين"، لوجود أطراف لها بهذا العدد، وهي دويبة سامة لكن سميتها غير قاتلة، كلسعة النحلة، لكنها مؤلمة وينتج عنها تورّم في مكان اللسع.

 أما اسمها العلمي، فهو "الحريش العاض".. ويُقال إن جميع أرجلها تفرز السمّ عندما تستخدمها في اللسع. ووجه الشبه بين لفظ (يحرق حريشك) الأقرب للعتاب ودودة الحريش أن المخاطب أتى بفعل غير مناسب أو تلفّظ بكلمة غير مستحبّة، في مقاربة، لكون دودة "أم أربع وأربعين" سامّة ولكن سميتها ضعيفة.

Email