«حليمة» قصة فلسطينية تعيش تجربة «تغذية العذاب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

انها قصة أغرب من الخيال، حيث لعب القدر فيها لعبته، فبات الألم رفيقا والأمل طيفا من خيال، والرجاء صار سرابا، ورغم عدم القنوط من رحمة الله، لكن المواطنة الفلسطينية حليمة حبيبة تنتظر ضوءا قد تجده في آخر النفق ليبدل حياتها نحو الأفضل. ماسأة حليمة انها لا تستطيع تناول الطعام او الشراب في حياتها، كما يفعل كل البشر، فقد فقدت لذة تذوق الطعام والشراب نتيجة خطأ طبي اثناء عملية تجميل في مشافي رام الله وعمان الخاصة، أدى الى انسداد في المريء و شلل في اوتار الحبال الصوتية، وباتت تتغذى عبر انبوب خارجي منذ اربع سنوات. "تغذية العذاب" هكذا وصفت الشابة البالغة من العمر 27 عاماً طريقة غذائها اليومي، حيث تتلقاه من خلال انبوب خارجي يحقن الطعام المسحوق ليصل الى المعدة 3 مرات يوميا.

وماسأة حليمة التي تقطن في رام الله بدأت بشكل مفاجئ وبصورة غير متوقعة، عندما دخلت الى مستشفى خاص لإزالة ورم حميد في الرقبة، الا انها خرجت بانسداد في المريء، ولغاية اللحظة لم تتمكن من الحصول على تقرير طبي يشخص حالتها الصحية، رغم تقديمها عدة شكاوى لوزارة الصحة ونقابة الاطباء في مدينة رام الله.

ولم تكتف الفتاة الوديعة بتلقي الفاجعة الأولى، بل حمل لها القدر ضربة أخرى أشد قسوة وأكثر ألماً، تمثلت في مأساة طبية أخرى بأحد مستشفيات عمان، عندما توجهت لعلاج ما أفسده الأطباء في بلدها، وبدل ان يتم علاجها من انسداد المريء عادت بشلل في الأوتار الصوتية، وفقدت القدرة على الكلام، فانحبس صوتها و لم تقو على التنفس بشكل طبيعي كما يفعل الآخرون.

وازدادت الأمور تعقيدا أمام حليمة، وهي تبحث عن العلاج، ولم تترك بابا الا وطرقته، حتى عبر وسائل الإعلام، علّ أحد الناس يسمع صوتها الذي لم تسمعه هي، فكيف بالآخرين، وكيف ومعها أحد أشد الآلآم، وهي التي لم تعد تتذوق لذة الطعام، هل فقدت الإيمان بالآخرين؟ بحرقة وأسى تقول "لا أحد لديه ضمير حي يريد أن يتحرك بصدق ويقف معي، فبمجرد أن أطرح مشكلتي لا اسمع إلا الوعود، والكلام لا يأتي بأي نتيجة قد تساعدني على استرداد حياتي. لقد مللت تكرار طرق أبواب عدد من المسؤولين، لكنهم كانوا يعاملونني بأسلوب غير انساني، ويكتفون بالقول هذا: قضاء و قدر".

وكيل وزارة الصحة الفلسطينية عنان المصري قال ان علاج حليمة غير متوفر في الأراضي الفلسطينية، وهي بحاجة لإعادة بناء وزراعة بلعوم ومريء بطريق كاملة مع تحفيز للأوتار الصوتية من جديد، وذلك لا يمكن ان يحدث الا في الولايات المتحدة الأميركية، لوجود أجهزة طبية عالية التقنية خاصة، وهناك خطورة لمثل هذا النوع من العمليات.

 

Email