»السبايكي«. . قصة شعر غربية تسيطر على شباب العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعج صالونات الحلاقة المنتشرة في المناطق الراقية في مدينة كركوك العراقية بصور عديدة ومختلفة تحمل حكايات آخر قصة غربية للشعر، خاصة تلك التي تستهوي الشبان والفتيات، الذين باتوا يبحثون عن الظهور بمظهر يختلف عن مظهر سلفهم في الجامعات والمدارس، وحتى أماكن العمل. ومع انتهاء فترة القيود والحرمان التي فرضت بقوة، بدأ الشباب من الجنسين في كركوك العيش بالطريقة التي يفضلونها، فيما يتعلق بقصّات الشعر ونوع اللبس، الذي يشبه الموضة الغربية تماما.

\ورغم انها من المدن المحافظة، وتتسم بتنوعها العرقي، إلا أنها تلتزم بالانضباط السلوكي الذي يفرضه المجتمع ، الا ان الأسلوب الغربي في قص الشعر والملبس وهو حديث عهد بات مسيطرا. وبرزت محاولات من رجال الدين والمختصين تدعو إلى ضرورة المحافظة على الطابع الشرقي في نمط العيش، لكن العديد من الشباب يقولون إن إتباع موضة الشعر الغربية لا تتعارض أبدا مع دعوات المحافظة. ويقول الطالب في كلية التربية فرزدق الطائي انا حريص على التمسك بتعاليم الدين، لكن في الوقت نفسه أحب أن أحافظ على مظهري، وقصة الشعر لا تتعارض مع ما يذكره رجال الدين، لأنهم يحثون على الأخلاق، ولا علاقة لقصة الشعر بالأخلاق. وقد بدأت في استخدام قصة السبايكي منذ شهرين.

وكنت قبل ذلك اخفف شعري..و أرى نفسي في هذه القصة وسيما.. شباب كركوك يلجأون يوما بعد يوم إلى تغيير قصّات شعرهم، واعتماد الحديث منها بدل القصّات القديمة. عبد اللطيف حسن وهوحلاق يشير إلى لجوء الكثير من الشباب إلى تقليد قصّات الشعر الغربية . خاصة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 25 سنة، وأبرزقصات الشعر الغربية هي الإيمو أو السبايكي وهي معروفة في أوساطهم.

وبالنسبة لي كحلاق أقوم بواجبي لا أكثر، وأعتقد في الوقت ذاته أن تأثر الشباب بالعالم الخارجي،جاء بعد التطور الكبير الذي شمل العراق بعد 2003،وكان له تأثيره على المراهقين الذين فتحوا أعينهم على "الستلايت والانترنت والموبايل "وغيرها من الأمور التي طرأت حديثا في البلاد. والمسألة أيضا تتوقف على الأهل الذين يجب عليهم متابعة أبنائهم ، لأن بعض الناس المتحفظين على قصّات الشعر الغربية لا يحترمون من يقلد الغرب، بل أن بعض المتشددين من رجال الدين يرفضون الحلاقة بهذه الطريقة.

أما الاختصاصي النفساني عبد الواحد موصلو، فيرى أن الموضة لا تعني الانفتاح على الآخرين، وبعض الشباب يفضل الانطواء والوحدة وينعزل عن الناس، ويحاول التخفي خلف مظهر غير مألوف .واعتقد أن طريقة قص الشعر والاستماع إلى الموسيقى الغربية الصاخبة هي علامة على ذلك، في محاولة نسيان مشاكله لان الإنسان المستقر يستمع إلى الموسيقى الهادئةأيا كان مصدرها.والعزلة والقلق والاكتئاب والحرمان والبطالة، كلها تقود إلى سلوكيات خطرة تؤدي إلى الانحراف.

ويقول الباحث الاجتماعي الدكتور علاء العزاوي، إن العولمة هي التي غيرت من ثقافتنا، لسنا نحن من غيرنا ثقافة العولمة، بل هي من تصدر لنا، ، حيث أصبحنا الحلقة الأضعف باستيراد الأفكار والسلوكيات الغربية.ومع الأسف فالقنوات التلفزيونية بات لها تأثيرها السلبي الكبير على الشباب والفتيات، خصوصا من المراهقين، وهنا يأتي دور المتابعة الأسرية للحد من ظاهرة تقليد الغرب.

Email