الشيخ حسين الأحمر لــ «البيان»:

صالح يرفض الحوار مع المعارضة ولا يلتزم بتنفيذ وعوده

ت + ت - الحجم الطبيعي

في منطقة ظليمة في محافظة عمران يواصل الشيخ حسين الأحمر استقبال وفود القبائل المؤيدين في منزل ضخم مكون من ثلاثة أداور، لكن الطريق غير معبدة إلى المنطقة التي تعد واحدة من معاقل قبيلة حاشد التي يتزعمها أخيه صادق، وكانت ولا تزال إحدى القبائل العصية على السلطات.

عرف عن الشيخ حسين الأحمر ارتباطه الوثيق بالحكومة السعودية، وعلاقته المتميزة مع العقيد معمر القذافي وكان حليفا وثيقا للرئيس علي عبد الله صالح وأرسل مجاميع من رجال القبائل للقتال إلى جانب القوات الحكومية ضد المتمردين الحوثيين لكنه مؤخرا أعلن انضمامه إلى صفوف المطالبين برحيل النظام، وحشد عشرات الآلاف من رجال القبائل المسلحين في تظاهرة لم تعرفها محافظة عمران منذ الانتخابات الرئاسية عام ‬2006م. مشيراً إلى أن علي عبدالله صالح يرفض الحوار مع المعارضة ولا يلتزم بوعوده.

الأحمر أوضح لــ «البيان» الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ موقف معارض للرئيس صالح ورؤيته لمستقبل الأوضاع في البلاد كما تحدث عن كثير من القضايا في الحوار التالي :

ما الذي غير موقفكم من الرئيس علي عبد الله صالح مع انكم في مجلس التضامن وسيط بين السلطة والمعارضة؟

الحقيقة كمجلس تضامن حاولنا مقاربة وجهات النظر بين السلطة والمعارضة ولكن اعتقد أن الإخوة في السلطة غير فاهمين الأوضاع التي يمر بها اليمن، ولهذا فان ممارساتهم التي يعتبرونها حلولا، تزيد المشاكل من سيئ إلى أسوأ.

هل ناقشت السلطة مبادرة المجلس التي قدمتموها؟

نعم وكانوا موافقين عليها في البداية والمبادرة التي قدمها الرئيس لمجلسي النواب والشورى، وقد سبق أن قلت للرئيس في البداية لابد من الحوار، فرد وقال: أيام الحوار، راحت اليوم هناك ثلاثمئة عضو يمثلون الشعب ولا داعي للحوار وصناديق الاقتراع هي الحكم، بالرغم انه يعرف أن الأغلبية لم تأت إلا بالتزوير، وللأسف المعارضة في بلدنا وكثير من البلدان العربية والإسلامية تضحية ولكن الثورة أتت من تونس وكانت نموذجا حيا للشباب في الوطن العربي والإسلامي.

هل قال لك الرئيس شخصيا أن زمن الحوار انتهى أم أبلغت به؟

نعم قاله لي شخصيا.

ولكنك كنت مع الرئيس قبل أشهر قليلة في عدن وقيل انه عرض عليك منصب أمين مساعد في الحزب الحاكم؟

هو طلبني و اتصل بي وكنت في السعودية وقال أريدك ضروري فوصلت فعرض علي منصب الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر، فأبلغته رفضي لأنني لست مقتنعا أن أتولى مهمة حزبية في الوقت الذي نرى فيه المؤتمر هو المشكلة الرئيسية وهو الذي خلف كل الفتن في الساحة.

في عدن عرض عليك الرئيس منصب أمين عام مساعد، وفي عدن في المؤتمر الخامس للمؤتمر اتهمت الرئيس بوقوفه ضد فوزك بعضوية اللجنة الدائمة ما تفسيرك لهذه المفارقة؟

الرئيس هو من عمل على عدم فوزي بعضوية اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي، ولم أكن تلك الفترة مقتنعا بالترشح لكنه أحرج والدي يرحمه الله، وقلت للوالد حينها هذا رجل يفتقد المصداقية فقال لي الوالد قد وعدني وطلب مني هذا.

الرئيس للأسف يحمل ضغينة لبعض الأسر من المشايخ والتجار والأحرار ومن الكتاب والصحافيين والسياسيين الذين يعتزون بكلمتهم ورأيهم، فأي شخص يقول للأخ الرئيس لا يعتبره خارج عن الثوابت.

هناك حديث يطرح في الشارع بان النظام سيرحل وأنتم تركبون الموجة؟

نحن مع إسقاط النظام وموقفنا واضح وجلي كما الشمس ساطعة، ودورنا كدور أي مواطن غيور على وطنه ومكتسباته، وأن نبذل قصارى جهدنا في تغيير النظام وبناء دولة تخدم المواطن، دولة مؤسسات، ويكون هناك فصل بين السلطات واستقلالية القوات المسلحة. ولا يهمنا من يتولى السلطة ومن أين يكون، يهمنا أن يكون من خارج المؤسسة العسكرية، وهذا ليس انتقاصا لأبناء المؤسسة العسكرية، فأبناء المؤسسة العسكرية يعزون علينا. ولكننا نحن تواقون إلى إقامة نظام مدني.

استقلالية المؤسسة العسكرية

المؤسسة العسكرية واستقلاليتها ما الدافع الذي جعلكم تصرون على هذا؟

نريد جيشا مثل جيش مصر كان قدوة وحظي باحترام العالم، نريد مؤسسة عسكرية مستقلة تعرف إن دورها حماية الوطن وحماية الدستور وليس حماية س أو ص أو شخصا بذاته، نريد جيشا يتولاه أكفاء والأجدر والأقدر من عموم الشعب ولاتهمنا من أين يكون.

أعلنتم استعدادكم لحماية المتظاهرين ما اعتبره البعض دعوة لاقتحام العاصمة؟

هذا مفهوم خاطئ نحن قلنا أننا سنحمي المتظاهرين سلميا، وهذا ما أعلنته.أي نحشد الناس إلى المعتصمين، وعندما يكونون بأعداد كبيرة لا يستطيع أحد أن يعتدي عليهم وهذا ما كنا نقصده، أما القتال، فنحن حريصون كل الحرص على دم كل مواطن يمني كائنا من كان. وندعو كل القوى السياسية إلى احترام الشباب، والعمل السلمي. ومن يريد أن يجر اليمن إلى حرب أهلية، يكون على ثقة من أن أبناء اليمن لن ينجروا وراء هذه المخططات الرخيصة وغير .

يطرح دائما إن استخدام القبيلة في العمل السياسي لا يساعد على قيام دولة نظام وقانون؟

بالعكس الشعب اليمني اغلبه قبائل ونحن لابد أن نفهم الناس، وان القبيلة الآن بدأت تتواكب مع العالم، والقبيلة تريد حياة مدنية، وتريد تغييرا سلميا للسلطة. ونحن أبناء القبائل نريد جيشا وأمنا وقضاء يحكم ويعدل ويأمر بالعدل، ويؤدي الحق لصاحبه. ونريد أن يكون القضاء والأمن هما الجهة الوحيدة لحل مشاكل الناس، وتأمينهم وكذلك جيش يؤمن الوطن ويحمي الدستور ونريد أن تختلط القبائل بالحياة المدنية وتنتهي المشاكل والحروب والثارات.

الخلاف مع الرئيس

الخلاف الحالي قسم المواطنين إلى قسمين وهناك أغلبية ليس لديهم معرفة حقيقية بأسباب الخلاف مع الرئيس؟

أنا قلت ان النظام لديه قدرة على اصطناع الأكاذيب، وهناك كثيرون يستفيدون من فساد هذا النظام، ويحاولون الإبقاء عليه، ولكن أصواتهم ضعيفة،. ففي اخر جمعة تم حشد حوالي مليون ونصف المليون شخص، نزلوا إلى ساحة التغيير وطالبوا بإسقاط النظام وهذه نسبة كبيرة وأؤكد لك أن الأعداد سوف تزيد عن ذلك.

كانت تربطكم علاقة بالزعيم الليبي لتكون نظرتك تحليلية هل ترى أن الزعيم الليبي سيستجيب لمطالب شعبه أم سيستمر؟

لا اعتقد انه سيستجيب، وكانت تربطني به علاقة قبل سنين والآن لا تواصل أو لقاء بيننا، وأنا انصحه عبر «البيان» أن يستجيب لمطالب شعبه لان ما يقوم به من دمار وقتل لا يؤدي إلى حل. والاستجابة لمطالب شعبه ليس عيبا ولا جبنا بل بالعكس، إن الاستجابة لمطالب شعبه تدل على وعي القائد وحبه وإخلاصه لوطنه، وحرصه عليه. انظر إلى حسني مبارك وكم نسبة احترام الناس له لقد حظي باحترام كبير في عموم العالم.

لننتقل سريعا إلى السعودية علاقتك مع السعودية علاقة متميزة ألا ترى إن موقفك المعارض للسلطة قد تؤثر على هذه العلاقة؟

الإخوان في المملكة عندما تربطك بهم أي علاقة لا يطلبون منك أي عمل ضد بلدك وعلاقتنا معهم من أيام جدي ناصر بن ناصر، ووالدي رحمهما الله، ونكن لهم كل حب وتقدير، وعلى مدى تلك السنين لم يطلبوا منا أي طلب إطلاقا. وهم حريصون على أن تكون العلاقة بين اليمن والسعودية طيبة. ويعتبرون أمن اليمن هو أمن السعودية و لم يتدخلوا في الشؤون الداخلية لليمن.السعودية دوله تبني مؤسسات وتحافظ عليها، وكلنا شاهدنا عودة الملك عبدالله من رحلته العلاجية فقد خرج كل الشعب السعودي لاستقباله، في الوقت الذي تخرج الشعوب العربية ضد زعمائها وهنا الفرق.

هناك خبر في الشارع إن هناك خلافا بين شقيقيك الشيخ حميد والشيخ صادق؟

من يدعي مثل هذه الأكاذيب لا يعرف أبناء الشيخ عبدالله نحن تربطنا علاقة نادرة لا يمكن لأي احد منا أن يفرط في الاخر حتى لو يقدم نفسه فداء له.

هل موقفكما أنت والشيخ حميد يعبر عن موقف الشيخ صادق؟

يا أخي الشيخ صادق في البداية والنهاية مع الشعب، ولكن هو يقوم بواجبه، لعل الرئيس يستجيب للمطالب، ويصل إلى حل. ولكن أؤكد لك إن الأخ صادق أول من سيكون مع الشعب قبل حسين وقبل حميد.

 

مخرج مشرف

اجتماع الرئيس بالعلماء لقي تأييدا كبيرا، خصوصا بعد أن قال لهم الرئيس ما تأتونا به سنقول لكم سمعا وطاعة، ما تفسيركم لهذا؟ وهل قام العلماء بأي صلح إلى الآن؟

أنا اسأل الشعب متى وعد الرئيس وصدق؟الرئيس لا يفي بما يقول ودائما يكون متناقض، وأي مبادرة يقدمها الأخ الرئيس عبر العلماء أو أي شخص لابد من عرضها على ساحة التغيير.

لماذا لا تسعون لتشكيل مجلس يمثل كل هذه الأطياف؟

الناس يسعون إلى تشكيل ذلك، لكن الفترة قصيرة الآن.

ما مدى ارتباطكم بمشايخ اليمن؟

جيد وقوي ومشايخ اليمن، همومهم هي هموم الشعب.

بحكم علاقتك سابقا (أي نعود إلى قطف الورد) مع الرئيس، ما هي النصيحة التي تقدمها له في الظروف الحالية؟

انصح الأخ الرئيس البحث عن مخرج مشرف لمغادرة السلطة، وكما ما قال الناطق باسم «المشترك» الأفضل أن يقال له، الرئيس السابق بدلا من الرئيس المخلوع. وعليه يجب أن يسلم السلطة سلميا للجنة وطنية أو إلى من يختاره.

لو سلم السلطة لنائبه؟

ليس لدينا مانع ولكن أن يكون إلى جانب الرئيس لجنة وطنية مع تحديد فترة انتقالية.

ما هي رسالتك للمعتصمين؟

لا يحتاجون مني أي رسالة، وأنا اشكرهم فقد اثبتوا للعالم «أن الإيمان يماني والحكمة يمانية»، فهم رسموا لوحة جميله رائعة سوف يسجلها التاريخ بماء من ذهب، وهذه نعمة انعم بها الله على الشعب

ما هي رسالتك لمن يختلفون معك من عامة الشعب؟

أن نحكم المنطق ونحكم العقل، وندرس الوضع الذي نعيشه، ونبحث عن المخرج الذي يسعى إليه شبابنا. وأي تعسف بحق الشباب لن يرحم التاريخ فاعليه، والثورة سوف تمضي قدما بإذن الله وإرادة الشباب وكل من يقوم بأي ممارسة دموية أو غير أخلاقية بحق الشباب، سيعاقب بموجب النظام والقانون.وان دولة النظام والقانون آتية، وسيكون كل أبناء الشعب سواسية في الحقوق والواجبات.

ما هي كلمتك لشباب الثورة؟

أحييهم وأقول لهم إننا معهم بكل ما نستطيع، ولو كنت في صنعاء، أو في عمران فأنا معهم، ولو طال الوقت سأكون بينهم فهم شمعة الأمل لهذا الوطن.

Email