هل يتسلّم الجيش مقاليد الأمور في لبنان؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما برز في احتجاجات العديد من الدول العربية، شعارات ضد «العسكر»، تعالت اليوم في لبنان، أصوات مطالبة بتسلّم الجيش مقاليد الأمور، ما يشير إلى مزيد من اليأس وفقدان الثقة في الطبقة السياسية، في هذا البلد الغارق في الأزمات.

وواصل لبنانيون اليوم، قطع الطرقات في جميع المناطق بالبلاد، لليوم السابع على التوالي، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية، وارتفاع سعر صرف الدولار. وعمد المحتجون على قطع الطرقات في بيروت وفي شمالي وشرقي وجنوبي البلاد، وفي جبل لبنان، وجابت مسيرة راجلة أحياء مدينة طرابلس، ورددوا هتافات تطالب بـ «استقالة جميع المسؤولين ومحاكمتهم». كما طالبوا المواطنين اللبنانيين بالنزول إلى الشوارع، والتعبير عن غضبهم واحتجاجهم على ما وصل إليه الوضع الاقتصادي.

ورصدت وكالات أنباء، قطع عدد من المحتجين في جنوبي لبنان، الطريق بأجسادهم، عند مفرق العباسية، ومنعوا السيارات من المرور. وعبّر محتجون في جبل لبنان، عن موافقتهم على طروحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، حول حياد لبنان، ودعوا رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، إلى الاستقالة.

وطالب محتجون، الجيش اللبناني، بتسلم مقاليد الأمور، ودعوا الطبقة السياسية إلى الاستقالة، لأنها أوصلت الأوضاع في البلاد إلى الانهيار، وحمل بعضهم لافتات كتب عليها «الشعب عم بيموت شو ناطرين».

الجيش يعاني

لكن قائد الجيش اللبناني، جوزيف عون، عبّر عن معاناة الجيش أيضاً في ظل الأوضاع المتدهورة. ونقلت عنه شبكة «سي إن إن»، اليوم، قوله إن الجيش «لا يمكن أن يقبل بخفض مستمر ومتكرر» لموازنته، وأن معنويات العسكريين تأثرت بذلك.

الوكالة الوطنية للأنباء، نقلت عن عون قوله، على هامش اجتماعه من قادة أركان ووحدات الجيش: «العسكريون يعانون ويجوعون مثل الشعب»، موجهاً سؤاله للمسؤولين: «إلى أين نحن ذاهبون، ماذا تنوون أن تفعلوا، لقد حذرنا أكثر من مرة، من خطورة الوضع وإمكان انفجاره».

وأضاف عون أن «الوضع السياسي المأزوم، انعكس على جميع الصعد، بالأخص اقتصادياً، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر والجوع، كما أن أموال المودعين محجوزة في المصارف، وفقدت الرواتب قيمتها الشرائية، وبالتالي، فإن راتب العسكري فقد قيمته».

لا نتيجة

وتابع قائد الجيش اللبناني: «تحدثنا مع المعنيين، لأن الأمر يؤثر في معنويات العسكريين، ولكننا لم نصل إلى نتيجة، للأسف... لا يهمهم الجيش أو معاناة عسكرييه»، و«لولا هذه المساعدات، لكان الوضع أسوأ بكثير». وقال عون إن الجيش «مؤسسة لها خصوصيتها، ومن غير المسموح التدخل بشؤونها، سواء بالتشكيلات والترقيات، أم رسم مسارها وسياستها. وهذا الأمر يزعج البعض بالتأكيد».

وأشار عون إلى أن الجيش «يتعرض لحملات إعلامية وسياسية، تهدف إلى جعله مطواعاً.. هذا لن يحدث أبداً»، وأن «البعض يتهمنا أننا نعيش بنعيم، لكن هذا غير صحيح، وهذه اتهامات باطلة، لن نقبل بها».

الجيش الذي يطالبه المحتجون بتسلّم مقاليد الأمور، يطالبه الرئيس اللبناني ميشيل عون، بمنع إقفال الطرقات، ما يعني الاصطدام بالمحتجين.

بيان للرئاسة اللبنانية، بعد اجتماع رفيع المستوى اليوم، طالب الأجهزة الأمنية والعسكرية، بعدم السماح «بإقفال الطرقات، مع الأخذ في الاعتبار، المحافظة على سلامة المواطنين والمتظاهرين».

وفي ظل استمرار الأزمة وتدهور حياة اللبنانيين وعملتهم، هل تؤول الأمور إلى تسلّم الجيش مقاليد الأمور كمخرج، أم يقف في مواجهة المحتجين، تحت عنوان، منع إقفال الطرقات؟.

Email