بعد إقالة محافظ ذي قار هل تهدأ الاحتجاجات في الناصرية؟

الناصرية 78

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد قرار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إقالة محافظ ذي قار ناظم الوائلي، وتكليف رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي محافظاً جديداً، بدأ الهدوء يعود تدريجياً بعد احتجاجات دامت أسبوعاً كاملاً سقط خلالها عدد من القتلى. ولكن بعد إجراءات التهدئة هل سيواصل المتظاهرون احتجاجاتهم أم أنهم سيعطون مهلة للحكومة لتحقيق مطالبهم المتعلّقة بمحاربة الفساد ومواجهة تردي الوضع المعيشي؟

يتحدى المتظاهرون منذ عدّة أيام تدابير احتواء الموجة الوبائية الثانية في البلاد بغية مواصلة حراكهم الاحتجاجي، بينما انخفضت التحركات الاحتجاجية على مستوى البلاد في الأشهر الأخيرة.

وترفع هذه الأحداث حصيلة القتلى إلى ثمانية في هذه المدينة، وأمر رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بتشكيل مجلس للتحقيق في الأحداث الأخيرة ومحاسبة المقصرين. وما أن تبدأ تظاهرات الناصرية - مركز محافظة ذي قار - جنوب العراق تهدأ حتى تشتعل مرة أخرى مخلّفة قتلى وجرحى، إذ وعلى مدى الأشهر التي أعقبت التظاهرات الشعبية الواسعة التي اندلعت في الأول من أكتوبر 2019 كانت مدينة الناصرية عاصمة التظاهرات بحسب العديد من المراقبين.

وعلى الرغم من أن التظاهرات في ذي قار شهدت تراجعاً كبيراً خلال الأشهر الماضية مع خفوت التظاهرات في غالبية المدن العراقية، فإن متظاهري الناصرية عادوا قبل أسابيع لساحات التظاهر بالمدينة وبأعداد كبيرة، مطالبين باستقالة الحكومة المحلية، وتوفير فرص عمل ومحاربة الفساد في مؤسسات الدولة بالمدينة.

تتلخص مطالب المتظاهرين في الناصرية بالسعي لإقالة محافظ ذي قار ناظم الوائلي المتهم - وفق المتظاهرين - بالفساد وتوجيهه أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين خلال الأشهر الماضية مع إقالة مديري الدوائر الرئيسية ومحاكمة قتلة المتظاهرين.

وتمثل الناصرية معقلاً رئيسياً لحركة تشرين التي انطلقت العام الماضي، مطالبة بمكافحة الفساد، ووقف المحاصصة، وإبعاد الأحزاب عن الحكومة. كما شهدت المدينة أحد أكثر الحوادث دموية منذ بدء الاحتجاجات، إذ سجلت سقوط أكثر من 30 قتيلاً في أعمال عنف رافقت تظاهرات 2019. ولا تزال محافظة ذي قار تحت وطأة عمليات الاغتيال والخطف التي تطال ناشطين في صفوف التظاهرات. وعلى الرغم من وعود الحكومة بملاحقة المتورطين في عمليات الاغتيال والقتل هذه التي طالت عشرات الناشطين، إلا أن أحداً لم يتم توقيفه حتى الآن.

Email