ليبيا.. الخلافات تهدّد المصادقة على الحكومة والدبيبة يلوّح بـ «الخيار الآخر»

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما أبلغت اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» كل الأطراف جاهزية سرت لاستضافة جلسة منح الثقة للحكومة الليبية الجديدة، لا تزال الخلافات على أشدها بين أعضاء مجلس النواب، ما دفع برئيس الحكومة المكلف، عبد الحميد الدبيبة، إلى التلويح بالعودة لملتقى الحوار السياسي لنيل تزكيته. وتشهد العاصمة طرابلس جدلاً واسعاً خلال اجتماعات النواب، في ظل تعنت المحسوبين على قوى الإخوان والمرجعيات الجهوية والعرقية والإقليمية، ورفضهم الانتقال إلى سرت، مقابل الإصرار على عقد جلسة مكتملة في غرب البلاد يتم خلالها انتخاب رئاسة جديدة للبرلمان ومنح الثقة للحكومة.

وأجرى السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، اليوم، محادثة مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح للتأكيد على أهمية عقد جلسة مجلس النواب، للتصويت على منح الثقة للسلطة التنفيذية الجديدة في أسرع وقت ممكن. وأكّد نورلاند، أنّ عقيلة صالح يشاطره الرأي بأنّه يتعيّن على مجلس النواب تحمّل مسؤوليته في هذا الصدد، مشدّداً على ضرورة احترام الحكومة نتائج منتدى الحوار السياسي الليبي وإعلان القاهرة. وأشار السفير الأمريكي، إلى أنّ الولايات المتحدة تدرك أنّ تصويت مجلس النواب على منح الثقة خطوة مهمة نحو إجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل.

وفيما أعلن الناطق الرسمي باسم مجلس النواب، عبدالله بليحق، تلقي رد رسمي من اللجنة العسكرية حول جاهزية سرت لاستضافة جلسة منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، أكّد فتحي المريمي، مستشار رئيس مجلس النواب، أنه تم تجهيز قاعة الجلسات والفندق ووسائل المواصلات والأمن الخاص بالمجلس في سرت، لافتاً إلى أنّ الاتصالات مع النواب بيّنت أنّ عدداً كبيراً منهم سيحضر جلسة سرت.

ورغم تقلّص المدة المتبقية على نهاية المهلة المخصصة لمنح الثقة للحكومة، يشير مراقبون، إلى أنّ هناك أطرافاً لا تزال تساوم من أجل تحقيق مكاسب سياسية، ولو أدى الأمر لنسف الحل السياسي. وقال عضو مجلس النواب عبد السلام نصية، إنّه يجب بذل كل الجهد في سبيل منح الثقة من قبل مجلس النواب من أجل وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وتوافق الليبيين وتوحيد المؤسسات. وأضاف: «إذا كانت مسألة منح الثقة للحكومة الوليدة، ستستخدم من أجل نسف الاتفاق السياسي أو من أجل الابتزاز والتئام مجلس النواب، فإنه أمر مرفوض»، داعياً المجتمع المدني والقضائي وكل الجهات في ليبيا، إلى الضغط من أجل منح الثقة للحكومة الجديدة من مجلس النواب وتذليل كل الصعاب.

وفي ظل الجدل المحتدم، لوّح رئيس الحكومة المكلف، عبد الحميد الدبيبة، باللجوء إلى الخيار الثاني المتمثّل في العودة إلى ملتقى الحوار السياسي لنيل التزكية لحكومته، حال عدم توافق النواب.

Email