مصر.. حجر أساس للأمن القومي العربي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«أمن الخليج امتداد للأمن القومي المصري»، قاعدة رئيسية تنطلق منها القاهرة في التعامل مع الخليج العربي، باعتبار أمن الخليج جزءاً لا يتجزأ من أمن مصر التي تشكل حجر أساس في الأمن القومي العربي لمواجهة التدخلات والأطماع الخارجية التي تعاني منها المنطقة.

ويبزغ الدور المحوري للشقيقة الكبرى بارزاً في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك، ودعم وحدة الصف العربي والتضامن العربي.

وفيما وضعت القمة الخليجية بالمملكة العربية السعودية اللبنات الأولى لحوار خليجي هادف لإنهاء الخلافات، فإن القاهرة قد أدلت بدلوها إزاء تلك المساعي الحميدة التي تبذل من أجل لم الشمل، والجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الكويت في ذلك الصدد بشكل خاص. وأعلنت مصر عن ترحيبها بكل جهد هادف لوحدة الصف العربي، مع التأكيد على أهمية صدق النوايا والالتزام بأي قرارات يتم الاتفاق عليها، هذا ما يؤكده المفكر الاستراتيجي المصري اللواء سمير فرج، في تصريحات لـ «البيان» من العاصمة المصرية، والتي شدد خلالها على أن «الأمن القومي المصري مرتبط تماماً بأمن منطقة الخليج»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن هذه هي الرسالة التي أكد عليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أكثر من مناسبة.

ولفت المدير الأسبق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية، إلى أنه «في بداية تولي الرئيس السيسي قال كلمته الشهيرة (مسافة السكة) تأكيداً على ذلك المعنى، بمعنى أن مصر تدعم دول الخليج العربي عندما تتعرض لأي تهديد مباشر على أراضيها، وهذا هو المبدأ العام لسياسة مصر فيما يتعلق بأمن الخليج».

وتحدث المفكر الاستراتيجي البارز، عن القمة الخليجية في المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن الموقف المصري الذي عبّر عنه الرئيس السيسي، من خلال التأكيد على أن القاهرة تدعم وتؤيد التضامن العربي ووحدة الصف العربي، وأية خطوات من شأنها التأكيد على ذلك، مع التزام النوايا الصادقة بالأفعال وليس بالكلام فقط.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، أكد ردًا على الرسالة التي تسلمها قبل أيام من الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وسلمها له وزير خارجية الكويت الدكتور أحمد ناصر الصباح وزير الخارجية الكويتي، على ثوابت السياسة المصرية لتحقيق التعاون والبناء ودعم التضامن العربى كنهج استراتيجى راسخ، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، إلى جانب أهمية الالتزام بالنوايا الصادقة لتحقيق المصلحة المشتركة، وكذلك التكاتف لدرء المخاطر عن سائر الأمة العربية وصون أمنها القومي.

وبخصوص الأزمة القطرية، قال وزير خارجية مصر سامح شكري، الشهر الماضي، إنه «إذا كانت هناك إرادة سياسية ونية صادقة في تجاوز هذه الأزمة فمصر تسعى إلى التوافق وعلاقات الأخوة التي يجب أن تربط بين الدول العربية وبعضها البعض»، وهو ما يعكس حرص القاهرة على التوافق والتزام مبدأ الاحترام المتبادل.

بدوره، لفت خبير العلاقات الدولية، طارق البرديسي، إن مصر ركيزة من ركائز الاستقرار في العالم العربي، وهي حجر الأساس في الأمن القومي العربي في مواجهة أي تدخلات خارجية من أي نوع، مشدداً على أن أي تهديد لأية دولة عربية يعد تهديداً للأمن القومي العربي والمصري.

وأشار البرديسي في تصريحات خاصة لـ «البيان» إلى أن «القاهرة دائماً وأبداً ما تمد أيديها بالسلام لكل العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، وما كانت المقاطعة إلا سلاح شرعي للدفاع عن النفس وعن الأمن القومي، وبمجرد زوال أسباب المقاطعة تعود المياه إلى مجاريها ولا توجد مشكلة على الإطلاق»، موضحاً أن مصر تتحرك من مفهوم أنها تحافظ على أمنها القومي في مواجهة أي تدخل خارجي وأي دعم لوجيستي أو إعلامي أو مادي للإرهاب.

Email