رسائل أمريكية «غير رسمية» إلى سوريا والملف في انتظار بايدن

مقاتلون أكراد مدعومون من الولايات المتحدة ينتشرون في بلدة عين عيسى شمالي سوريا | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع ترقب وانتظار الأطراف السورية توجهات السياسة الأمريكية الجديدة في عهد الرئيس المنتخب، جو بايدن، ظهر المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا السفير جيمس جيفري بتصريحات تستحق التوقف حول تجربته في التعامل مع الأزمة السورية، ورؤيته الخاصة من خارج موقعه الرسمي كمبعوث أمريكي.

تطرّق جيفري في المحاضرة التي نظمها معهد ويلسون في الولايات المتحدة، عمّا سماها المحظورات الأربعة المتمثّلة في وقف شحنات النفط عن دمشق، وإعلان الحكم الذاتي أو الاستقلال عن سوريا، وتعزيز العلاقات مع حزب العمال الكردستاني، ومهاجمة تركيا من شمال شرقي سوريا. ووفق شهادة جيفري، فإنّ مناطق الشمال السوري ملتهبة وخارج سيطرة السلطة المركزية في دمشق سوريا، موجهاً رسائل غير رسمية إلى مناطق الإدارة الذاتية يمكن أخذها بعين الاعتبار، وهي التصريحات التي يراها مراقبون تتناقض والوقائع على الأرض.

أجرى المبعوث الأمريكي، جويل رايبورن، 7 ديسمبر الجاري زيارة إلى مناطق شمال شرق سوريا، حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية الحليف الأول والوحيد للتحالف الدولي، والتي أكّد خلالها استمرار الدعم الأمريكي بعيداً عن نصائح جيفري، فيما وصفت مصادر إعلامية، الزيارة بأنّها كانت داعمة للحليف الكردي في المنطقة.

وقبل شهر من زيارة المبعوث وتحديداً في شهر نوفمبر، زار الناطق باسم التحالف الدولي، وين موراتو، مناطق شمال شرق سوريا، وأجرى لقاءات مع قيادات سوريا الديمقراطية، فيما لم ينسَ التأكيد على استمرار الدعم الأمريكي وأولوية قتال تنظيم داعش الإرهابي، في الوقت الذي تستمر فيه التعزيزات الأمريكية إلى المنطقة وتوسيع القواعد الأمريكية.

ووفق مراقبين، ومع الأخذ بعين الاعتبار تداخل مناطق النفوذ الروسي والأمريكي في الشمال، فإن ثمة تقاسم أدوار في المنطقة وتحديد مناطق النفوذ، الأمر الذي سيتكشّف قريباً بشأن مستقبل عين عيسى البلدة التي تدور حولها صراعات طاحنة بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل المدعومة من أنقرة، فيما يُتوقّع أنّ تفرض المعارك هناك شكلاً جديداً من مناطق النفوذ في الشمال السوري.

ومن وسط هذه المعطيات يطل الحيرة مجدداً بين رسائل جيمس جيفري، والسياسة الأمريكية في سوريا عموماً وفي شمال شرق سوريا تحديداً، ما يفاقم الغموض ويصعّب من إمكانية فهم السياسة الأمريكية، في انتظار سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن.

Email