تقارير « البيان»

حارة النصارى.. أجواء الميلاد تتحدى الجائحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصدح حناجر المسيحيين الفلسطينيين في مثل هذا الوقت من كل عام بأمنيات الميلاد المجيد، بأن يعم السلام على الفلسطينيين، إلا أنّ أمنيات هذا العام تجلت بأن يرفع الله وباء كورونا عن العالم أجمع، وأن يزيل الغيمة السوداء بعد أن تفشى الفيروس بشكل خطير في الأراضي الفلسطينية. ينهمك سكان حارة النصارى أهم وأقدم أحياء القدس العتيقة، في شهر ديسمبر من كل عام، في تجهيز مناظر الزينة وشجرة عيد الميلاد في منازلهم، وإضاءتها وسط أجواء عائلية حميمة، فيما تبدو المنازل التي تجاوز عمرها مئات السنين وكأنها تحفة فنية رغم تآكل جدرانها.

وعلى الرغم من الأحوال الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المقدسيون، وحالة الطوارئ المعلنة والإغلاقات المتتالية للمساجد والكنائس، إلا أنّ رائحة كعك الأعياد المحشو بنكهة الزنجبيل والمزيّن بأشكال بابا نويل ورجل الثلج، وشجرة الحياة، حاضرة في كل بيت، مع إتاحة الفرصة أمام الأطفال للمشاركة في إعدادها لإسعادهم.

مبادرة

وفي محاولة لرسم الابتسامة على وجوه أطفال الحي، وتوفير أجواء احتفالية لهم في منازلهم، نظم تجمع رجال وشباب حارة النصارى مبادرة تطوعية بهدف جمع الأموال اللازمة لشراء هدايا توزّع على الأطفال في بيوتهم، من قبل متطوعين يرتدون لباس بابا نويل. ويقول اندريه بحبح منسق التجمع لـ «البيان»، إنّ هذه هذه المبادرة تأتي محاولة لإضفاء جو من المرح ورسم الفرح على وجوه الأطفال في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها الأراضي الفلسطينية، وسائر دول العالم بسبب تفشي فيروس كورونا، الذي غيّب المظاهر الاحتفالية الجماهيرية المعتادة كما كل عام، من إضاءة شجرة الميلاد، والمشاركة في التراتيل، والعروض الكشفية في الشوارع، التي دائماً ما تكون مصدر بهجة وسعادة لكل الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين.

وجود مسيحي

ويقطن مدينة القدس ما يقارب 10 آلاف مسيحي، يسكن نحو ستة آلاف منهم في حارة النصارى من البلدة القديمة، يقاسمون إخوانهم المسلمين المعاناة، وسط تأكيد على أهمية الحفاظ على الوجود المسيحي في القدس.

Email