قتلى في نزاع بين قبيلتين جنوبي تونس

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدت مواجهات قبلية في جنوبي تونس، إلى سقوط قتيل، وأكثر من 50 جريحاً، بعضهم أصاباتهم خطرة، فيما دعا الرئيس قيس سعيد إلى «الانتباه إلى كل المحاولات الخفية لضرب الدولة من الداخل»، وفق تعبيره. 

وانتقل سعيد صباح اليوم الاثنين إلى منطقة «العين السخونة»، الواقعة في قلب الصحراء على الحدود بين ولايتي قبلي (جنوب غرب) ومدنين (جنوب شرق)، والمتنازع عليها بين قبيلتين من منطقتي دوز وبني خداش.

وقالت الرئاسة إن سعيد انتقل إلى المنطقة، مرفوقاً بكل من رئيس أركان جيش البر، وآمر الحرس الوطني، حيث اجتمع مع عدد من ممثلي السلط الجهوية والمحلية، ودعا إلى تغليب صوت الحكمة، وعدم الانجرار وراء زرع الفتنة بين أبناء الجهة الواحدة، معرباً عن أسفه لما آلت إليه الأمور، واستغرابه من تغليب البعض المصالح الضيقة على مصلحة البلاد واستقرار أوضاعها.

وشدد سعيد على أنه رمز الدولة التونسية، والضامن لوحدتها، مبيناً أن تونس تتسع للجميع، ولا بد من الانتباه إلى كل المحاولات الخفية لضرب الدولة من الداخل.

وقالت الداخلية التونسية، أمس، إنها باشرت التحقيق في وفاة أحد المصابين في الاشتباكات، التي جدّت بمنطقة «العين السخونة»، بين عدد من متساكني دوز (ولاية قبلي)، وبني خداش (ولاية مدنين). 

وأكّدت الوزارة في بلاغ وقوع 53 إصابة، نتيجة هذه الاشتباكات، التي وقعت على خلفية نزاع عقاري. وتم نقل المصابين إلى مستشفيات مطماطة وبني خداش وقابس ومدنين، مضيفة أنّ وحدات من الحرس الوطني، قامت بالتدخل لفض هذا الخلاف، بإسناد من وحدات من الجيش الوطني، حسب نصّ البلاغ.

وأشارت الداخلية إلى أنّ اجتماعاً أمنياً عقد بإشراف وزير الداخلية، توفيق شرف الدين، مضيفة أنّ رئيس الحكومة، هشام مشيشي، الذي يؤدي زيارة إلى باريس، أذن بإحداث خلية متابعة، بالتنسيق مع مصالح وزارة الدفاع الوطني.

وأضافت الوزارة، أنه تم بالتنسيق مع واليي مدنين وقبلي، دعوة أطراف الخلاف، إلى التحلي بالهدوء، وتجنب التصعيد، والاحتكام للقانون في فض هذا الخلاف.

وشهدت المواجهات استعمال بنادق الصيد، وحرق عدد من السيارات الخاصة، وقطعان الماشية، كما تضررت سيارات تابعة للقوات الأمنية. 

 وتعود هذه الأحداث، لخلاف عقاري حول ملكية منطقة العين السخونة، على بعد حوالي 100 كلم جنوبي مدينة دوز، انطلقت بحملات تأجيج على صفحات التواصل الاجتماعي، لتأخذ نسقها التصاعدي، بمناوشات بلغت أقصاها السبت الماضي، مع سقوط 30 جريحاً، واستؤنفت الأحد، ما أدى إلى سقوط قتيل و23 جريحاً آخرين. 

وقد تدخلت الوحدات الأمنية ووحدات من الجيش، لإخلاء منطقة العين السخونة، والتمركز بين طرفي النزاع، للحيلولة دون تجدد الاشتباكات.

Email