بومبيو: الخطوة جاءت بعد تغيير السودان مساره

رسمياً.. السودان خارج قائمة «رعاة الإرهاب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اليوم الاثنين، رسمياً رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، في خطوة تاريخية تنهي قرابة 3 عقود من العقوبات، وذلك بعد انقضاء فترة إخطار الكونغرس البالغة 45 يوماً، مؤكداً أن الخطوة جاءت بعد تغيير السودان مساره، وهو الأمر الذي لاقى ترحيب كبار المسؤولين السودانيين.

 

وذكر بيان للخارجية الأمريكية: «اليوم، تم رسمياً إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب.. وهذا يمثل تغييراً جوهرياً في علاقتنا الثنائية نحو زيادة التعاون والدعم للتحول الديمقراطي التاريخي في السودان».

وأضاف البيان أنه «أمكن تحقيق هذا الإنجاز بفضل الجهود التي بذلتها الحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون في السودان لرسم مسار جديد جريء بعيداً عن إرث نظام البشير، ولا سيما الوفاء بالمعايير القانونية لإلغاء الحكم».

وتابع: «نشيد بدعوات الشعب السوداني إلى الحرية والسلام والعدالة، ونهنئ أعضاء الحكومة الانتقالية التي يقودها مدنيون على شجاعتهم في تعزيز تطلعات المواطنين الذين يخدمونهم».

وفي وقت سابق اليوم كتبت السفارة الأمريكية في الخرطوم على صفحتها الموثقة بموقع «فيسبوك»، أن وزير الخارجية مايك بومبيو وقع إشعاراً يفيد بإلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب، مشيرة إلى أن «الإشعار أصبح ساري المفعول اعتباراً من 14 ديسمبر (اليوم)، ليتم نشره في السجل الفيدرالي».

وكانت الإدارة الأمريكية قررت في أكتوبر الماضي شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بناء على اتفاق تم بين الخرطوم وواشنطن في أغسطس. وتزامن القرار مع بيان مشترك أصدرته الولايات المتحدة والسودان وإسرائيل، وأعلن عن اتفاق الزعماء على إقامة العلاقات بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء بين البلدين.

ويقضي الاتفاق على دفع 335 مليون دولار كتعويضات لأسر ضحايا تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998، والبارجة «يو إس إس كول» في اليمن عام 2000.

 

سنعبر وننتصر

وعلق رئيس الحكومة الانتقالية في السودان عبد الله حمدوك على «تويتر»: «اليوم وبعد أكثر من عقدين، أعلن لشعبنا خروج اسم بلادنا الحبيبة من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وانعتاقنا من الحصار الدولي والعالمي الذي أقحمنا فيه سلوك النظام المخلوع». وتابع: «اليوم نعود بكامل تاريخنا وحضارة شعبنا وعظمة بلادنا وعنفوان ثورتنا إلى الأسرة الدولية كدولة محبة للسلام، وقوة داعمة للاستقرار الإقليمي والدولي».

وأضاف حمدوك: «يساهم هذا الإنجاز الذي عملت من أجله الحكومة الانتقالية منذ يومها الأول في إصلاح الاقتصاد وجذب الاستثمارات وتحويلات مواطنينا بالخارج عبر القنوات الرسمية، وخلق فرص عمل جديدة للشباب، والكثير من الإيجابيات الأخرى. أقولها الآن مجدداً وبملء الفم: سنصمد وسنعبر وسننتصر».

من جهته علق رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان، على الحدث، وكتب على حسابه الموثق في موقع «تويتر»: «التحية والتهنئة للشعب السوداني بمناسبة خروج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، هذا العمل العظيم نتاج جهد بذله أبناء بلادي، وهو تم بذات الروح التكاملية لجماهير ثورة ديسمبر الشعبية والرسمية، الشكر لمجموعات العمل الوزارية والدبلوماسية». وأعرب عن شكره للدول العربية والشركاء الإقليميين والدوليين الذين دعموا السودان، مشيداً بقرار الولايات المتحدة. وقال البرهان إن القرار الأمريكي، الذي وصفه بـ«التاريخي»، سيساهم في دعم الانتقال الديمقراطي في السودان.

تعزيز الخطوة

في الأثناء قال محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، في تغريدة على حسابه الرسمي في «تويتر»: «بعد 27 عاماً من وضع بلادنا في قائمة الدول الراعية للإرهاب، اليوم نبارك لشعبنا الخروج من هذه القائمة التي أضرت باقتصادنا وعلاقاتنا الخارجية وحالت دون الاستفادة من المؤسسات الدولية». وأضاف: «اليوم بدأ طريق بلادنا واضحاً أكثر من أي وقت مضى، سنعمل لتعزيز هذه الخطوة برفع مستوى التعاون مع الإدارة الأمريكية ومع جميع شعوب العالم لصالح شعبنا».

ودخل السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب عام 1993، بسبب سياسات نظام الرئيس السابق، عمر البشير، الذي قدم المأوى لمجموعات وشخصيات إرهابية على رأسها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.

وتسبب بقاء الخرطوم في هذه القائمة لنحو ثلاثة عقود بخسائر تقدر بنحو 300 مليار دولار.

وتفتح خطوة شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بارقة أمل كبيرة أمام الاقتصاد السوداني المثقل بديون تقدر بنحو 60 مليار دولار.

Email