قصة خبرية

سورية تقتحم مهنة «لف المحركات» وتتفوق على الرجال

ت + ت - الحجم الطبيعي

يلقبونها بـ«المرأة النحاسية» لشدة إتقانها عملها، تجدها تعمل دون كلل أو ملل ساعات طويلة كي تملأ وقتها وتنسى جزءاً من همومها وأحزانها بعدما سلبتها الحرب ابنها الشاب، وباتت تتقن الهروب من الذاكرة إلى العمل المتقن.

هي السيدة غصون ادريس (56) عاماً، تعمل في ورشة لف المحركات بمطحنة السلمية (ريف حماة) منذ عدة أعوام بجهد ونشاط دون انقطاع عن العمل، وتعشق هذا الميدان الذي يتطلب جهداً وقدرات عضلية تناسب عادة الرجال، ولكن بفضل الإصرار على التعلم أصبحت غصون قادرة على لف محركات كهربائية ضخمة تتخطى استطاعتها 40 حصاناً، ما جعلها تحظى بتقدير زملاء العمل، لاسيما وأنها رفضت العمل الإداري المريح الأنسب لعمرها وفضلت دخول مجال لا يخلو من صعوبة وتعب.

مسابقة

تقول السيدة غصون بأنها سمعت عن إعلان مسابقة في مطحنة السلمية من حوالي الخمس سنوات، ولأنها كانت أم أحد ضحايا الحرب كانت فرصتها أفضل وتمكنت من نيل فرصة عمل، ذكرت بأنها تحب العمل رغم التعب وقد تعلمت كيف يتم تجهيز المحركات من خلال المتابعة والمثابرة، ولا تنكر التعب الذي تتعرض له يومياً بسبب هذا العمل الصعب، لكنها تعتبر المحركات مثل أولادها، على حد قولها، وهي تحب هذا القسم من الورشة، وعن ردة فعل الزملاء أكدت أنهم شجعوها ودعموها سواء في المطحنة أو من قبل عائلتها.

وعن البدايات تشرح، بأن الأمر كان صعباً ويحتاج لجهد عضلي، لهذا خصصوا لها المحركات الأصغر بما يتناسب مع قدرتها العضلية، تؤكد أن المرأة يجب أن تكون يداً بيد إلى جانب الرجل ويجب أن تتعلم وتدخل سوق العمل ولا تبقى منتظرة مساعدة الغير لها.

من جانبه، يذكر مدير الورشة ثائر حويجة بأن مهنتهم قاسية جداً وهي تناسب الرجال أكثر من النساء، لكن إصرار السيدة غصون دفعه لتعليمها من باب التجربة، ولكن تفاجأ بقدرتها على العمل ونجاحها بتأدية عملها على أحسن وجه، لهذا منحها فرصة التواجد الدائم بالورشة لتصبح جزءاً أساسياً منها.

إتقان

غصون، أتقنت هذه المهنة بشكل جيد خلال فترة وجيزة، وهي الآن من السيدات الركائز في العمل، ولا يمكن الاستغناء عنها، خصوصا وأن مثل هذه المهنة لم تعد قائمة بسبب هجرة العديد من الشباب لها، وبالتالي أصبحت غصون سيدة الكار كما يقال باللهجة العامية.

Email