تقارير «البيان»:

لبنان.. واقع معلّق بين حدّي الاتهام والعزْل الدوليّين

ت + ت - الحجم الطبيعي

لليوم الثالث على التوالي، بقي الصمت السياسي الواسع مخيّماً على الردود الداخلية، في ما يخصّ مؤتمر الدعم الدولي الثاني الذي نظّمته الرئاسة الفرنسيّة يوم الأربعاء الماضي، مقترناً باستمرار الشلل التامّ في الحركة السياسيّة المتّصلة بمسار تأليف الحكومة، وعدم بروز أيّ معطيات إيجابيّة.

وإذا كان المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان خرج بحصيلتين: حصيلة مساعدات إنسانيّة للشعب اللبناني، وحصيلة سياسيّة مفادها تأكيد وتكرار للموقف الفرنسي بضرورة تشكيل «حكومة مهمّة وإصلاحات»، وإلا لا مساعدات، فإنّ إنذار المبعوث البريطاني، وزير شؤون الشرق الأوسط جايمس كليفرلي، الذي أنهى زيارته للبنان أمس، من «تسونامي صامت» يتربّص بلبنان بعدما بات على «شفير عدم استطاعته إطعام نفسه»، محذّراً السلطة السياسيّة من أنّ البديل عن إقدامها على الإصلاح وتشكيل الحكومة «ستكون له عواقب مروّعة»، لم يبدّل من مشهد التخبّط المستمرّ في أزمة التأليف الحكومي.

وبناءً عليه، وفي ضوء «المضبطة الاتهاميّة» التي صدرت عن مؤتمر مجموعة الدعم في باريس، ارتفع منسوب توصيف واقع لبنان الرسمي بأنّه على عتبة الانتقال من «قفص» الاتهام الدولي إلى «زنزانة» العزْل الدولي، لامتناعه عن نجدة شعبه ودولته. وبمعنى أدقّ، وبحسب القراءات أيضاً، فإنّ المنظومة السياسيّة فضّلت الجلوس في «قفص» الاتهام اللبناني والدولي، وآثرت تعميق عزْلة لبنان وإغراقه في الانهيارين المالي والاقتصادي والتفكّك الاجتماعي .

بورصة التأليف

وفي مقابل العزم الفرنسي والدولي على الاستمرار في تقديم المساعدات للبنان، معطوفة على التوصيات الجديدة للسلطات اللبنانية للإسراع في تشكيل الحكومة وتنفيذ الإصلاحات، لا تزال بورصة تشكيل الحكومة تهبط وتصعد، وتتسرّب منها أجواء غير واقعية في تفاؤلها، في ظلّ الانسداد السياسي التصاعدي، المرتبط بتشكيلها، والذي لا يزال بلا أيّ أفق واعد بالانفراج. فرئيس الجمهورية لا يزال على موقفه: ضرورة التشاور مع الكتل النيابيّة، للتفاهم على شكل الحكومة وتوزيع حصصها، فيما رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري لا يزال متشبّثاً بشروطه المضادّة.

Email