تقارير «البيان»

أردوغان.. عزف على أوتار الفتنة للتغلغل في الجنوب الليبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال تركيا تطمع في السيطرة على الثروات الليبية من خلال عدوانها عبر مرتزقتها وتحديها المجتمع الدولي باستمرار إرسال الأسلحة لإفشال الحل السياسي.

وقال الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، إنّ تركيا تبسط سيطرتها على غرب ليبيا بالكامل وتشرف على تمدّد الميليشيات الإرهابية للوصول إلى الجنوب الغربي، فيما أشارت تقارير استخباراتية، إلى محاولات أنقرة التغلغل في إقليم فزان عبر القبائل الأكثر تأثيراً.

ويرى مراقبون، أنّ تركيا تلعب على أوتار الفتنة العرقية والقبلية للتغلغل في الجنوب الليبي الغني بالثروات، مشيرين إلى نظام الرئيس التركي رجب أردوغان يعتمد في جزء من مخططه على الجماعات الإرهابية متعددة الجنسيات، وذلك عبر الدفع بها إلى التغلغل بالأوساط الاجتماعية في المدن والقرى، لاسيّما المناطق ذات التنوع العرقي والقبلي.

تجنيد إرهابيين

بدورها، أوضحت مصادر عسكرية ليبية لـ «البيان»، أن النظام التركي يدفع بالجماعات الإرهابية، سواء من شمال سوريا أو من دول الصحراء الكبرى، مثل مالي والنيجر نحو الجنوب الليبي للتمركز فيها بهدف الاستقطاب والتجنيد والإعداد لعمليات ضد الجيش الوطني، مشيرة إلى أنّ هدف أردوغان إخراج الجيش من الجنوب وخاصة إقليم فزان، وعرقلة تنفيذ بنود اتفاق جنيف فريقي الحوار العسكري ضمن لجنة «5+5».

وأضافت المصادر، أنّ لدى قيادة الجيش الليبي معلومات مؤكدة عن المخطط التركي الذي يدخل ضمن حرب تموقعات ليس في ليبيا فقط وإنما في كل المنطقة، إذ يراهن أردوغان على استعمال الإرهاب في اختراق دول الجوار الليبي بهدف تنفيذ مخططه التوسعي، وللضغط على الدول الكبرى ذات المصالح الاستراتيجية في المنطقة، لاسيّما فرنسا وروسيا والصين. يلفت مهتمون بالشأن الليبي، إلى أنّ رد فعل ميليشيات طرابلس المرتبطة بالنظام التركي، بعد كل عملية ينفذها الجيش الليبي ضد أوكار الإرهاب في الجنوب، تؤكد العلاقة بينها والجماعات الإرهابية.

محاولات استدراج

والأسبوع الماضي، كشف تقرير نشره موقع أفريكا أنتليغنس، عن محاولات تركيا إقامة اتصال مع القبائل التي تسيطر على منطقة فزان جنوب ليبيا من خلال منظمة غير حكومية، لافتا إلى أنه ومع استقرار الجبهة الشرقية الغربية الآن على جانبي محور سرت الجفرة تضع تركيا بيادقها في الجنوب، الأمر الذي يهدد بأن يصبح المسرح المقبل للاشتباكات في الصراع الليبي.

وقال التقرير، إنّ وفداً من زعماء القبائل الرئيسة في جنوب ليبيا تمت دعوته إلى أنقرة في 4 نوفمبر الماضي من قبل مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية غير الحكومية، حضره ممثلون بارزون، بمن فيهم الزعيم الأعلى لقبائل الطوارق مولاي قديدي ورئيس المجلس الموحد لقبائل التبو محمد وردوغو، ووكيل وزارة أسر الضحايا والمفقودين السابق محمد سيدي إبراهيم وهو الرجل الثاني في مجلس التبو، ورئيس المجلس الأعلى للأمازيغ محمد بن طالب، وحسن موسى كيلي القائد العسكري للتبو المتحالف مع حكومة الوفاق وعضو حرس المنشآت البترولية.

وشدّدت مصادر في الجيش الليبي، على أنّ القوات المسلحة موجودة في الجنوب لتمثل سيادة الدولة وتحمي الأمن والاستقرار والثروات من عبث العابثين ومؤامرات المتآمرين، وتضم في صفوفها عسكريين من كافة مناطق البلاد، وتحظى بالدعم الاجتماعي الكامل.

Email