قطر.. ملاعب مونديال أزهقت أرواح آلاف العمال

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيكون استاد «البيت»، الذي ينتظر أن يشهد افتتاح مونديال قطر 2022، الأسوأ سمعة بين ملاعب العالم بسبب دماء العمال الأجانب الفقراء التي غطت أرضيته، والانتهاكات الجسيمة المرتكبة بحق من شاركوا في بنائه بالعرق والدموع وأنين القهر.

ويرى مراقبون، أنّ الانتهاكات بحق العمال أدت إلى نفور دولي من متابعة احتفاليات قطر المزعومة بافتتاح ملاعبها الجديدة، في ظل ارتفاع أعداد الوفيات في صفوف العمال القادمين من دول عدة، وبأجور زهيدة، ليتم معاملتهم بأساليب لا إنسانية في ظل غياب الرعاية الصحية ومستلزمات الأمان المهني، وإجبارهم على البقاء ساعات طويلة تحت لهيب الشمس في فصل الصيف.

وأشار تقرير لمجلة «أمراض القلب» الطبية، إلى العلاقة بين الإصرار على تشغيل العمال في ذروة ساعات الحرارة في فصل الصيف، والوفيات الناجمة عن ضربة الشمس، مشيراً إلى العلاقة بين وفاة 1300 عامل نيبالي بين عامي 2009 و2017 وارتفاع درجات الحرارة.

وقال نك ما كجيهان، مدير مشاريع «مربع عادل»، الذي أجرى بحثاً عن الإجهاد الحراري والعمال المهاجرين: «مع بقاء كأس العالم على بعد عامين فقط، يجب التحقيق بشكل عاجل في العدد الكبير لوفيات الشباب في قطر، منذ سنوات، دأب المدافعون عن حقوق الإنسان على الحديث عن زيادة تأثير الإجهاد الحراري على وفيات العمال ومع ذلك تستمر الوفيات».

وفيات عمال

ووفقاً لمجلس العمالة الأجنبية النيبالي، فإن 1025 نيبالياً توفوا في قطر بين عامي 2012 و2017، وتم النظر في أكثر من نصف الحالات على إنها وفيات طبيعية، فيما توفي 1678 هندياً في قطر بين عامي 2012 و2018، وهو ما يمثل متوسط ​​أربع وفيات في الأسبوع.

ويمثّل المهندس البريطاني زاكاري كوكس الذي لقي حتفه بعد سقوطه في موقع بناء أحد ملاعب مونديال 2022، أحد أبرز نماذج الموت العبثي بصفوف العمالة الأجنبية في قطر.

وخلال جلسة قضائية بمحكمة برايتون، تبين أن كوكس الذي توفي في 19 يناير 2017، قد أصيب بجروح في الدماغ وكسر في الرقبة، فيما أشار الطب الشرعي، إلى أنّ ظروف العمل في الملعب غير آمنة بطبيعتها، بينما دعت عائلة الضحية إلى إجراء تحقيق مستقل في وفاته.

وبتسجيل استنتاج سردي، قالت الطبيبة الشرعية كارونيكا هاملتون داولي، إن مديري الموقع في الملعب كانوا يعلمون أو كان ينبغي أن يعلموا أنهم يطلبون فعلياً من مجموعة من عمالهم الاعتماد على معدات قاتلة. ولا يشترط القانون القطري ومعايير رعاية العمال الصادرة عن اللجنة العليا المنظمة لكأس العالم، على الشركات دفع تعويضات عن الوفيات غير المتعلقة بالعمل.

وكشفت صحيفة الغارديان البريطانية، عن أنّ قطر نادراً ما تُجري تشريحاً للوفاة عند وفاة عامل مهاجر، ما يجعل من الصعب تحديد سبب الوفاة بدقة وتحديد ما إذا كانت غير متعلقة بالعمل. كما وجدت صحيفة الغارديان أن حرارة الصيف الشديدة في قطر من المرجح أن تكون عاملاً مهماً في وفيات العديد من العمال.

Email