الأردن.. «كورونا» يترك بصماته النفسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تسفر جائحة «كورونا» عن تهديد حياة الناس فحسب، بل ألقت بظلالها كذلك على صحتهم النفسية، فمن لم يصب بالفيروس طارده القلق والخوف على كل تفاصيل حياته، إذ كشفت دراسة أعدتها جامعة البترا الأردنية، بالتعاون مع مستشفى الرشيد للطب النفسي، وعدد من المؤسسات الأكاديمية، عن أنّ أكثر من ثلثي الأردنيين يعانون تداعيات نفسية بسبب الجائحة.

وأكّد أستاذ ومستشار العلاج الدوائي السريري، والمشرف على الدراسة، د. ضرار حسن بلعاوي، أنّ الدراسة شملت 1820 فرداً من مختلف المحافظات شمالاً وجنوباً ووسطاً، وأنّها أظهرت مؤشّرات ينبغي على صانعي القرار في القطاعين الحكومي والخاص أخذها بعين الاعتبار، لافتاً إلى ما أظهرته الدراسة عن أنّ ثلثي من خضعوا للاختبار يعانون تداعيات نفسية نتيجة جائحة كورونا قد تصل إلى اضطرابات مثل الاكتئاب والقلق بأنواعه.

وشدّد بلعاوي، على ضرورة ايجاد مراكز مختصة في الطب النفسي، وكسر الحاجز بين الشخص الذي يشعر بهذه التداعيات، وبين التوجه إلى المركز لتشخيص حالته، مضيفاً: «الاعتراف بالمشكلة نصف حلها، حتى لا تتطور الأمور وتصل مرحلة الاضطرابات بما ينتج عنه مشاكل عضوية كارتفاع ضغط الدم والجلطات وغيرها».

في المقابل، أشارت رئيس قسم العلوم التربوية بجامعة البترا الدكتورة اسيل شوارب، إلى أنّ نتائج الدراسة لا تعد صادمة بل تتناغم مع الدراسات العالمية في أثر جائحة كورونا على الصحة النفسية، مردفة: «العوامل التي تؤدي إلى الاضطرابات النفسية عديدة منها الإغلاقات والمشكلات الاقتصادية والتعليم عن بعد، فضلاًَ عن فقدان التواصل الاجتماعي، بما يؤثّر على الفرد وعلى صحته النفسية، إلى جانب الخوف من المرض نفسه واهتمامنا وتركيزنا عليه ومتابعة أعداد الإصابات والوفيات».

ولفتت شوارب إلى الأثر السلبي الذي تركته مواقع التواصل الاجتماعي وزيادتها في معدل الاضطرابات النفسية، موضحة أنّ المجتمع لم يتوجّه إلى القنوات الصحيحة لحل مشكلاته. وشدّدت شوارب على ضرورة التكاتف لحل المشكلات ومعالجة أوجه الخلل والتوجّه لدعم الأمهات والمسنين والطلبة ومن فقدوا وظائفهم من خلال إنشاء شبكات للدعم النفسي.

Email