تقارير «البيان»

استقلال بلا حكومة في لبنان.. وحدود أمام «مطبّات» الترسيم

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل انسداد الأفق الحكومي في لبنان، وسيطرة الجمود على الملفّ السياسي محليّاً، برز اهتمام دولي، أمريكي تحديداً، في ملفّ ترسيم حدوده الجنوبيّة، إذْ يُراد لهذا الملفّ أن يكون العنوان الأساسي الذي ينطلق منه أيّ تطوّر على الساحة اللبنانيّة.

وفيما تبدي واشنطن أقصى اهتمامها بعملية ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، كوْن هذا الملفّ يمثل الأولويّة بالنسبة إليها، ومنه ستتفرّع أولويّات أخرى، وفق ما يتردّد، فإنها، ومن ورائها إسرائيل، لن تتخلّى عن الضغوط في سبيل إنجاز عمليّة الترسيم، ما يعني، في القراءات اللبنانية، ممارسة المزيد من الضغوط على لبنان، أمام الأمريكيّين والمجتمع الدولي، لأجل دفعه إلى التنازل عن الخرائط الجديدة التي تقدّم بها عبر موفده المفاوِض، والتي تقضي بانطلاق التفاوض حول ترسيم الحدود البحريّة من نقطة محدّدة في منطقة رأس الناقورة الحدوديّة، أيّ الخطّ الموازي للحدود البريّة، الأمر الذي ترفضه إسرائيل.

وبحال استمرّ الخلاف، فإنّ المفاوضات مهدّدة بالانفراط.

وفي السياق، تجدر الإشارة إلى تطوّر لافت، بدا استكمالاً للمعطيات التي رافقت «مفاوضات الناقورة» الأخيرة حول تصاعد الهوّة بين الفريقين المفاوضين اللبناني والإسرائيلي حول المساحة التي تعود للبنان، وأشّر إلى وعورة طريق مفاوضات الترسيم، إذْ اتّهم الجانب الإسرائيلي لبنان بتغيير موقفه بشأن ترسيم الحدود البحريّة، وتحدث عن احتمال أن تصل المحادثات إلى «طريق مسدود» وعرقلة مشاريع التنقيب عن محروقات في عرْض البحر، ما استدعى ردّاً من الرئاسة اللبنانيّة، فيه تأكيد على أنّ موقف لبنان «ثابت» من موضوع الترسيم البحري للحدود الجنوبيّة، لا سيّما لجهة ممارسة لبنان حقّه السيادي.

أجواء قاتمة

وفيما هو بدأ يواجه «مطبّات» إسرائيليّة، تصل إلى حدود التصلّب، في شأن ترسيم حدوده الجنوبيّة، احتفل لبنان، أمس، بالعيد الـ77 لاستقلاله، والذي كان هذا العام ناقصاً من دون حكومة جديدة، لا بل مشوّهاً بأجواء سياسية قاتمة أسقطت الآمال التي أوهمت اللبنانيين بأن يكون هذا العيد عيديْن، عيد استقلال ترفرف رايته على مستوى الوطن كلّه، وعيد ميلاد حكومة لا تزال عالقة بـ«اللاءات» لأجل غير مسمّى.

وفي يوم الاستقلال الذي لم يبقَ منه إلا الذكرى، طوى تكليف سعد الحريري شهره الأوّل، من دون تأليف الحكومة التي تحمل الرقم «77» في سجلّ حكومات ما بعد استقلال لبنان.

وهكذا، «هزم» السياسيّون استقلالهم واستقبلوه بلا حكومة وبما تيسّر من خلافات، وبواقع مقفل تبدو معه «حكومة المهمّة» المنتظرة عالقة بين حدّيْن: لا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في وارد إعطاء الحريري «امتيازات» على مستوى التشكيل، ولا الأخير في وارد الاعتذار.

 

Email